توهم البعض بان خيانة الضباط في قاعدة سبايكر , ستكون اخر خيانة في المؤسسة العسكرية , نتيجة حمم التي تفجرت بالغضب الشعبي العارم , الذي مازال يشتعل بنيرانه في الساحة السياسية , وبفعل هذا السخط الشديد الواسع , سيجعل من يفكر بالخيانة وبيع شرفه العسكري في المياه الاسنة والعفنة , عليه ان يتريث ويراجع حساباته بدقة وحذر , لان المذبحة النكرى فاقت العقل النازي في بشاعتها , واعتبرت جريمة بحق الانسانية , وهزت الضمير الداخلي والخارخي . وكذلك باطلاق وعود وتعهد من الحكومة الجديدة , برئاسة السيد حيدر العبادي , بتقديم القيادات العسكرية الخائنة والتي تنسق اعمالها مع عصابات داعش المجرمة , الى المحاكم العسكرية , وان حكومته ستكون صارمة وقاسية في هذا القرار . لكن من المؤسف والمؤلم , بان هذه التصريحات , كانت بمثابة فقاعات هوائية , لذر الرماد في العيون . فلا حساب ولا متابعة ولا عقاب , ولا محاكم عسكرية ولا تطبيق القانون العراقي بحق تهم الخيانة العسكرية . وحتى ولا سؤال ولا تساؤل بسيط , فان مسلسل الخيانات مستمر دون توقف , ولكن مما يثير الدهشة والغرابة والشكوك المريبة , جاءت هذه المرة من الناطق العسكري الرسمي , والمتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا ( الصحاف ) حاول التغطية على المجزرة التي حدثت في منطقة ( الصقلاوية ) والتستر على الضباط الخونة , في تصريحه المنافق بان ( القوات الامنية دخلت في منطقة ( السنجر ) في منطقة ( الصقلاوية ) شمال مدينة الفلوجة , وطهرتها من تنظيم داعش الارهابي , وان طيران الجيش يدك اوكار الارهابين المحاصرين في منطقة ( السنجر ) وما عليهم سوى الاستسلام , وخاصة وانهم تكبدوا خسائر جسيمة وفادحة) ولكن حقيقة الواقع الفعلي على الارض , عكس ذلك تماماً وبالمقلوب . بان هناك اكثر من 400 ضابط وجندي محاصرين لمدة اسبوع كامل من قبل عصابات داعش , دون ان تقد م لهم مساعدات فعالة تكسر الحصار لا جواً ولا براً , وخاصة وان هؤلاء الجنود الابطال نفذت عندهم الذخيرة والغذاء والماء منذ اربعة ايام , ولم يستسلموا الى داعش المجرم , وفي اليوم الاثنين 22 - 9 - 2014 , وجه الجنود المحاصرين , نداءات استغاثة اخيرة , بانهم في خطر جسيم وليس لديهم ذخيرة للمقاومة , وداعش على الابواب , وطلبوا من الناطق الرسمي الاستعجال في النجدة قبل وقوع المجزرة والمذبحة , , واجابهم قاسم عطا ( الصحاف ) بان الطائرات الحربية متوجهة اليهم وهي في الطريق , وانتظروا على جمر على النار , حسب تصريح احد الجنود الناجين من المجزرة , ثلاث ساعات دون ان تلوح في الافق شيئاً يذكر , وكرروا المناشدة والاستغاثة , وجاءهم الرد من قيادتهم العليا , بان ينزلوا الى الطريق , لان الجيش سيطر على الطريق هو مأمون وتحت سيطرة قوات الجيش بشكل كامل , وحين هبت افواج الضباط والجنود , نحو الطريق المأمون , وجدوا امامهم ليس قوات الجيش العراقي , وانما قوات داعش المجرم , وحدثت الكارثة الدموية , اي انهم وقعوا ضحية خداع من قيادتهم العليا , بالضبط مثل ماحدث في المجزرة البشعة في سبايكر , انها مصيبة اطاعة اوامر الضباط الخونة , وهذه مسألة خطيرة , تصب في انهاك المعنويات وعدم الثقة باوامر القيادات العليا , وهذا يصب في ارتكاب المزيد من المجازر القادمة , طالما توجد خيانة عسكرية بشكل خسيس ودنيء وجبان , والآن يصرح الناطق العسكري الرسمي قاسم عطا ( الصحاف ) بانهم فقدوا الاتصال ب 400 ضابط وجندي , كأنهم ذهبوا في نزهة في حي الطرب , وليس وقعوا في حبال المجزرة , نتيجة الخدعة وعدم تقديم العون والمساندة , وان الطائرات الحربية التي وعد بها الصحاف بانها في طريق ومتوجه الى المحاصرين , مازالت في الطريق لم تصل اليهم لحد الان , هذا النفاق والكذب , لايمكن ان يدحر عصابات داعش الارهابية , بل تستمر هذه وحوش داعش في ارتكاب المزيد من المجازر , لقد نفذ صبر الشعب , وطفح الكيل . يجب حسم هذه الخيانات الخسيسة , بالعقاب والحساب وبتقديم الضباط الخونة الى المحاكم العسكرية , قبل ان ينحدر العراق الى جهنم.
مقالات اخرى للكاتب