نحن نعلم ان محاربة جيش من العصابات يختلف عن الحروب التقليدية بين جيشيين محترفين وان القضاء على العصابات بحاجة الى قتال خاص والى وقت ولكن لحد هذه اللحظة ان واقع الحال يقول بأن تلك العصابات لاتزال تمتلك زمام المبادرة والهجوم رغم مرور ثلاثة اشهر ورغم تغير الحكومة العراقية!
كان من المؤمل ان يكون للتغيير الحكومي دور في اعادة وضع الستراتيجيات الامنية والحربية بشكل يعيد المبادرة خلال فترة وجيزة للقوت العراقية. وللاسف الشديد هذا لم يحصل والسبب الرئيسي في ذلك يعود الى ان الحكومة العراقية لم تتغير بل بقيت كلعبة الدومنيو تشتمل على نفس القطع ولكن بترتيب جديد!
عندما تفشل حكومة ما بحماية مواطنيها من خطر ولو بسيط كاصطدام قطار او فضيحة سياسية او اقتصادية وما شاكلها فان تلك الحكومة تستقيل او تُقال او يسقط بعض وزرائها ذوي الصلة. فما بالك لو ان ثلث بلادها يتم احتلاله من قبل عصابات متخلفة ويهرب الجيش وقادته والمسؤولين الاداريين تاركين اسلحتهم لتلك العصابات! وبعد ان تستقيل او تقال الحكومة المتسببة بذلك يتم استبدالها بوجوه جديدة ودماء جديدة ذات ستراتيجيات مختلفة تعتمد السرعة في العمل والمفاجآة بقتال الاعداء وباستخدام اقوى الاسلحة فتكاً دون منازع ويكون هدفها تدمير العدو وقتله دون رحمة. هذه هي مباديء عسكرية يتبعها الجيش الامريكي وغيره ضد من يقاتلهم بل وهي مباديء قرانيية (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة).
كيف لايبقى الوضع العراقي على ما هو عليه وربما سيكون اسوأ في الايام القادمة (لاسامح الله) والحكومة لم تتغير بل بقيت نفسها ما عدا تغيير المواقع كما وأن الكتل البرلمانية كما هي بمعظم وجوهها بل وقد تم مكافأة الفاشلين والمتسببين بمجزرة سبايكر والاسماء معروفة للجميع. وبقيت المحاصصة كما هي بل صارت اسوأ أما الحكومة الجديدة فما هي الا مرآة تعكس صورة الحكومة التي قبلها بالحذافير بينما البرلمان لايزال يغط بنوم عميق كسابقه!
ومن اهم الاسباب فأن القيادات العسكرية والامنية المتسببة بالفشل والمتهمة بالفساد لاتزال تتربع على هرم السلطة الامنية بل ويتم غض الطرف عن (السبايكرية) منها! وواحدة من الاسباب المهمة هي عندما فشل الجيش وتشكلت سرايا الدفاع الشعبية لم يتم توحيد هذه السرايا المقاتلة تحت قيادة واحدة بل بقيت تدار كميليشيات من رعاتها واصبح بعض الضباط والقادة الميدانيين تحت امرتها!
يبدو ان الحل بالنسبة للعراق مع وجود نفس الاسباب التي ادت الى ما حصل منذ تموز عام ٢٠١٤ هو التغيير الجذري. ولكن كيف يحصل هذا التغيير مع وجود التهديد الداعشي البغيض؟ هل يأتي ذلك بواسطة (حوثي عراقي) او (سيسي عراقي) او ماذا؟ قد يبدو السيناريو الحوثي خطيراً للاسباب المعروفة ولكن لايمكن استبعاد السيناريو المصري بشكل مُعَدَّل يتماشى مع الوضع العراقي بحيث يؤدي الى ازاحة جميع الوجوه في الحكومة الحالية وتقديمها للمحاكمة بدون استثناء وحل البرلمان واعلان حالة الطواريء واغلاق الحدود لحين قتل آخر ارهابي.
الوضع العراقي لايمكن معه استمرار الديمقراطية المشوهة المليئة بالفساد المالي والاداري واللاأُبالية بالشعب والجنود واستمرار سبايكر تلو سبايكر تلو سبايكر بحيث حصلت آخر سبايكر في الصقلاوية بواسطة الاسلحة الكيمياوية مع استمرار الكذب والتدليس واسترخاص الدماء العراقية!
الذي يفهمه الدواعش شيء واحد فقط وهو القوة والقتل وهكذا يجب ان يتم التعامل معهم. الجيش بحاجة الى من يقوده باستخدام القوة النارية الهائلة جداً التي تأخذ العدو بشكل مفاجيء والجندي والمقاتل جاء ليقتل وليس لينتظر ان يُقتل. عندما يأتي العدو ليقتلك يجب ان تكون انت الباديء بقتله ولايمكن ان تقتله بالسلام! وعندما تكون الحرب مصيرية لابد من استخدام كافة انواع الاسلحة دون استثناء. هنا لايوجد سؤال حول اسلحة محرمة او لا. يمكن اعطاء انذار للاهالي بالخروج خلال يوم او يومين او اسبوع ثم يتم ضرب العصابات بالغازات السامة التي لاتبقي ولاتذر وليقل من يقول ما شاء. ممن الخوف من المجتمع الدولي او من منظمات حقوق الانسان؟ اين هذا المجتمع وهذه المنظمات من جرائم داعش كلها؟! نعم: السبب هو انه لايوجد قائد قوي يعرف كيف يقتل هؤلاء مع ان هناك طرق عديدة لقتلهم دون استخدام الاسلحة الكيمياوية لو كان هناك جيش قوي وقيادة واحدة (مو بلد منتهك السيادة ما كو بيه وزير دفاع!) ولك اخجلوا على انفسكم اشوية؟! انتوا صرتوا ينطبق عليكم المثل: خير ... ما بيه خير .... دخانه يعمي! فهمتوها لو ........! الجميع يعلم لو كان الدواعش قد دخلوا العراق والذي يحكم هو (صدام) لحرقهم هم والارض التي يمشون عليها والبيوت التي تحتضنهم بالتيزاب.
مقالات اخرى للكاتب
