أبداعها لا حدود له وعطاؤها يعبر كل القياسات في الحب والعمل والأنجاز ومنح الحياة روعتها وحلاوتها ، وفي مشاركة الرجل في بناء الحضارة . المرأة هي التي تجري من تحتها أنهار الخير والجنة كما يقال تحت أقدام الأمهات ، ولم يكن القول الفرنسي المأثور خاطئاً حين أعلن أن درجة تقدم المجتمعات تقاس بمدى تقديرها لمكانة المرأة .
لكل هذا ومن أجل وضع حدّ لمعاناة المرأة والنظرة الدونية للرجل العراقي اليها عمدت لجنة المرأة في وزارة الثقافة الى مواجهة مسلحّة بالأدلة والقرائن وليس المزاعم والأدعائات ضد جبل العادات والتقاليد المتهرئة التي أكل الدهر عليها حتى شبع وشرب منها حتى أرتوى .
لذلك أصدرت اللجنة كتاباً بعنوان (مبدعات من العراق) يضم سيرة حياة (94) مبدعة في شتى المعارف والأداب والفنـون. فهو كتاب توثيقي وتسجيل يحتوي على أثراء وأغناء للمكتبة العراقية من خلال رصد المعلومات لتكون الذاكرة النسوية العراقية حاضرة في تاريخ هذا البلد .
من منا لا يتذكر ديزي الامير وزكية أسماعيل حقي، وزهور حسين ، والممثلة الرائعة زينب أحدى رواد المسرح العراقي ، وليلى العطار، وسليمة خضير، وعاتكة الخزرجي، وعفيفة أسكندر، وفاطمة الربيعي، ولميعة عباس عمارة الشاعرة الميسانية، ومائدة نزهت، والمطربات الكورديات مريم خان وكولبوهار، والممثلة الرائعة ناهدة الرماح التي فقدت بصرها وهي على خشبة المسرح .
ونزيهة الدليمي أول وزيرة في المنطقة . وغيرهن كثيرات جداً، وحين يدعّي الرجل أنه الأسبق والأقوى والأكثر عطاء نقول أن معلوماتك غير دقيقة وغير منصفة ، فالمرأة وليس الرجل هي التي أدخلت البشرية الى عصر الزراعة ومن لا يصدق عليه أن يقرأ الكتاب المرجعي (قصة الحضارة) والمبدعة العظيمة (ماري كوري) هي التي حصلت على جائزة نوبل مرتين منذ تاريخ وضع هذه الجازة في العقد الأول من القرن الماضي وهي حالة لم يصلها أي رجل في العالم .
أننا نحيل الرجل الى قائمة أسماء لامعة جداً في ذاكرة البشرية ، انديرا غاندي ، ملكة بريطانيا ، أميرة القلوب ديانا ، والأم تيريزا ، وزيرات الدفاع في عدة دول أوربية ومنها المانيا ، أنجيلا ماركل التي تقود أحد أكبر أقتصادات العالم في المانيا وترشحت ثلاث مرات لقيادة هذا البلد أما زها حديد العراقية الواقفة على جبل من الشهرة فهي جديرة بأن تلقب بمصممة عمران المستقبل ، وأطوار بهجت التي راحت وهي تقف على خطوط النار من أجل كشف خيوط الحقيقة ، ونساء كوباني الكورديات المقاتلات نيابة عن العالم ضد أرهاب داعش الأكثر وحشية على مدى التاريخ، ونازك الملائكة التي أسست المدرسة الشعرية الحديثة في الشعر العربي ، وليلى قاسم رمز شهيدات كوردستان.
بالتأكيد لسنا في وارد سرد قائمة مفصلة بالأسماء لأن مئات الصفحات لن تكفي ، ولكننا ندرج أمثلة كافية لدحض فكرة قديمة قابعة في عقلية الرجل تفيد بأنه مالك لوحده كل مقادير الحياة ومفاتيح العطاء .
ونذكر بالجملة الشهيرة للناشطة والمفكرة القديرة نوال السعداوي التي أعلنت ذات يوم أن "الأنثى هي الأصل" وهو عنوان لواحد من أشهر كتبها ، وقد زارت كوردستان مؤخراً لأبداء تضامنها مع البطلات المقاومات الكورديات في مدينة (كوباني ) وكذلك مع النساء الكورديات الأيزديات ضحايا أرهاب داعش الوحشي
مقالات اخرى للكاتب