حيثما تشتعل الحروب وتستعر نيران القتل واستباحة المحارم يبرز فارس الجهل والتجهيل مرتديا زي الدين والتقوى ومدعيا انقاذ الناس ببضعة الاعيب لا علاقة لها بالدين والقرآن من قريب ولا من بعيد .
ألقرآن الكريم يشفي الانسان المهموم من خلال الايمان المطلق بما انزل الله فيه ويجعل نفسه المضطربة تخلد الى السكينة لو تدبر ما يقرأ بعقل متوازن وروح تسعى الى السمو من حضيض القلق والحيرة الى مرتفعات الثقة التي تاخذ بيده الى العمل والابداع ومواكبة الحياة المتجددة .
يمتطي فارس التجهيل في احدى القنوات الفضائية صهوة حصانه متفاخرا بمقدرته على شفاء المرضى من كل العاهات بمكر شديد ينطلي على السذج من خلال ايهامهم ببراعته في الشفاء بآيات من القرآن الكريم ولم ينس تغليف مكره بحيلة عدم استطاعته الشفاء من امراض هي من اختصاص الطبيب !! لكنه في حالات كثيرة تمكن من ( شفاء ) مرضى مصابين بالعقم والسكري وعرق النسا ....الخ من امراض يختص الطب بعلاجها .
الملفت للنظر في فارس الجهل هذا ان قراءته للآي الكريم تصاحبها اغلاط واضحة في النحو و اللفظ !! ثم هل يمكن قراءة القرآن في هذا التجوال السريع والقفز من مريض الى آخر ؟؟
توأم فارس التجهيل هذا يجلس على كرسي في فضائية اخرى يمارس من خلال الاحجار ( ابتكارات ) العلاج من امراض العقم والصرع وامراض الرحم وحصى الكلى وغيرها من مصابات اجساد بني آدم . هذا الفارس يتمتع بمعلومات عامة عن الجسم البشري يسعى من خلال التصريح بها اقناع السذج بامتلاكه ناصية الطب التي تخوله العلاج .
كلا الفارسين هذين يتبجحان بترديد ذكر النبي الكريم وآله , صلوات ربي وسلامه عليه وأله اجمعين .
ألسؤال الملح :- لم لم يظهر من آل محمد ( ص ) من اشتهر بالعلاج بالاحجار والمحابس والقفز بين المرضى مرددا آيات القرآن وهم الذين كانوا بلا ادنى شك على دراية وعلم وايمان بكل حرف من حروف القرآن الكريم و متفوقين بذلك على من سواهم من السلف و الخلف وبامتياز ؟؟ وهل كان عصرهم خاليا من امراض العقم والنسا والصرع وحصى الكلى ؟!
وسؤال آخر :- هل قرأ هؤلاء قوله تبارك وتعالى كتابه " لوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ .
أو قوله عز من قائل " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ .
هل قرأو هذه البلاغات ليكفوا عن هرجهم وضوضائهم اثناء ممارسة افعالهم الشفائية كما يزعمون ؟؟
على جانب آخر من فضائيات عراقية وغير عراقية ينشط فتاحوا الفال الذين ( يقرأون) الغيب بفتح صفحات المستقبل امام الحيارى والعشاق , وللذين لا يجدون عملا يقيهم الفقر وكذلك للمشتكين من اقربائهم ومنافسيهم ... ثم لا يكتفون بهذا بل ويقدمون النصائح وضمن توقيتات تتعلق بالبر والبحر وحركات نبتون وعطارد وغيرها .
وليس هؤلاء وحدهم , بل هناك أحفاد نوستر أداموس ممن يتنبأ بما سيحصل في قادم الايام من كوارث ومصائب وقتال وحروب . انا شخصيا لم أسمع بمتنبيء منهم يبشرنا بيوم خير واحد . ولا انس ما بشرتنا احد الفضائيات العراقية عشية 2015 بان هذا العام سيكون من اشد اعوام االقتل والخراب في العراق في وقت ظهرت امنيات العراقيين مجتمعة على الامل والسلام .!!!
سؤال :- هل كان أداموس هذا يتنبأ فعلا, أم انه كان ينشر خططا مستقبلية تمتد لعقود , كي تبدو صفحات تنفيذها قدرا مكتوبا لا مفر منه ؟؟؟
متى نصحو؟ّ!
مقالات اخرى للكاتب