رمكو كمبرت
1929
( شاعر وروائي يعتبر من أعمدة الخمسينيين التجريبيين في الشعر الهولندي إلى جانب زملائه كاونار وايلبرخ ولوشبير واسخيربوك . في شعره جرعة قليلة من التداعي والتلقائية مقارنة بزملائه كما إن لغته أكثر قربا إلى الشعراء الغنائيين التقليديين . تمتاز قصائده بالعنصر الحكائي وتراوح بين الواقعي والخيالي لغته في نصوصه المتأخرة أصبحت أكثر قربا من اللغة اليومية فاتسمت بالواقعية الساخرة ، حصد العديد من الجوائز )
مقاومة
المقاومة لا تبدأ بالكلمات الكبيرة
ولكن بالأفعال الصغيرة
كحفيف عاصفة ناعم في الحديقة
أو مثل قطة تصطاد حشرة
كالأنهار العريضة
من نبع صغير
مثل بحار النار
التي تشتعل بعود الثقاب نفسه
الذي يشعل السيجارة
كالحب من نظرة
لمسة واحدة تشدك إلى الصوت
أنت نفسك حين تثير سؤالا
عندها تبدأ المقاومة
وبعدها ينتشر السؤال .
حتى في هذا الصباح
حتى في هذا الصباح أعيش أيضا
لهذا عليك ان لا تيأسي
أعيش بشعري وأظافري
التي تنمو بلا قلب .
حتى في هذا الصباح أعيش أيضا
بكتب مرت عليها الأصابع
وفي الجوارب القديمة
التي نسيتيها ألان ، تحت في الخزانة
في خطواتي ( اليوم ) ( ألان ) .
حتى في هذا الصباح أعيش أيضا
ابتسامة على لسان صديق
كتابة رشيقة على بطاقتي الشخصية
تستطيع أن تحصل عليها في لاهاي .
حتى في هذا الصباح أعيش أيضا
بالضبط كما في كل يوم
مؤكد من خلال الأماكن والناس
من قبل ومن بعد أنا نفسي كسؤال .
أنا ، أنا ، أنا
لدي أسنان لدي أحذية
في يدي القليل من النقود ولكن ما يكفي من السجائر
لدي تذكرة باص
وأصدقاء في كل أوربا وحتى أمريكا أيضا
ليس لدي بيت ، لكن من يريد بيتا ...
عندي مفاتيح البيوت السابقة
كتبي في كل البيوت التي أزورها
( كيلومترات من الشوارع على جلد قدمي )
لدي ملايين الناس في عيوني
عندي آلاف الأشياء التي أفكر بها
لدي صداع بسبب التفكير
أظافري قذرة .
كل يوم
كل يوم ينهضون متأخرين
يسمعون أولا الطيور
تغني من اجل ان تشرق الشمس
الشمس بصوتها الذهبي الناعم
تنادي المطر
المطر ينادي الخباز
بائع الحليب ورجل الكهرباء القصير والمطر
ينادون الأطفال
كي يحتموا تحت الأشجار
الأشجار تحذر العشب
من خطوات الأطفال القادمة
العشب يهمس للقطط كي تمضي الى البيت
لان الأطفال قادمون .
الصباح يغلق مظلته الرمادية
الشمس تنشر طاقيتها
نهار
يبتعد ساعلا دقات ساعاته المبحوحة
الأطفال إلى المنزل
القطط ريح سوداء عاصفة
تهاجم المولن * والطيور
هنا وهناك تبكي الأرض
متمددة من الحزن .
يرقدون في أسرتهم
بجلودهم نفسها و ( ....... )
فأرة ونخلة وقبضة ويد
جسد سعيد مليء بحمى القش
حتى ينتهي اليوم .
•مول : حيوان أعمى يعيش تحت الأرض .
كما في حلم
اتصل بك
الخط مقطوع
اكتب لك
الرسالة تعود
امشي إلى بيتك
لم يعد موجودا .
لقد أصبحت مرموقا
تصرخ في وجه من سمعوك
فمك ملطخ بالوحل
ولا رسالة هناك .
ريح ( تدور )
شمعة تحترق
1944
في الطبيعة الخضراء القائظة
احترقت الطائرات في السماء الزرقاء
مخضة الحليب مُعلّقة
أصنع الزبدة
بعضلاتي الفتيّة ،
لأكسب من القمح نصف كغم،
اختلست النظر إلى الفلاحة الشابّة
الناهِد.
إنه الصيف الذي سبق التغيير
القطارات لن تتحرك
القتل استمرّ
ومن السفر تخلّصت
أمّي تنظر عبر نافذة
البيت الشاحب في لاهاي
فيما الضابط الألمانيّ يقرع باب الجيران
تعدّ مَن تبقّى من الأصدقاء
الذين تواروا خلف ورق الجدران
لقد نسيتها
لم أفكر لا في الماضي ولا في المستقبل
ولا أبعد من اليوم القريب
فزمني لمّا يبدأ بعد
فكيف انتهى فجأة
هذا ما لم يخطر لي على بال.
فان سخاحن
1891 – 1985
( من الشعراء المؤسسين . وهو كاتب ورسام غرافيكي تأثر بفلسفة سبينوزا كثيرا واخذ شعره يتجه نحو صبغة فلسفية دينية . اثار الانتباه منذ نشر نصوصه المبكرة وهو من أوائل الشعراء الذين كتبوا قصيدة الهايكو . ترجم شعره إلى الانكليزية والألمانية والفرنسية وفاز بعدد من الجوائز المهمة عاش عمرا طويلا وظل نشطا حتى وفاته في نهاة عام 1985 )
نهاية
قبلتني للمرة الأخيرة
وكنت تعرفين ذلك
استحوذت على يدي وقبلتها
بطيش ، من كل قلبك
بطريقة حيوانية
كنت ستقولين لي – أخيرا كدت تقولين
انك كنت تكنين لي حبا بلا نهاية
- أمي
كانت تلك آخر تضرعاتك
كي أتكلم – كدت أخيرا أتكلم
- فهمت ذلك متأخرا
ولم أتكلم
كنت قاسيا – أمي – كما كنت قاسية
لم تكوني أيضا قادرة على الكلام
كنت تجيدين الخرس
لماذا لم تنفجري بالنشيج ؟
لقد افلت يدي ومضيت
يجب أن تتصرفي بشكل طبيعي عند موت شخص ما ؟
هذا ما تعلمته دائما
فعلت هذا بشكل طبيعي
مضى على موتك ألان ثلاثة وعشرون عاما – أمي
ولم يمر يوم دون أن أتأوه
لن يمر يوم دون أن أتأوه
فعلت ذلك بشكل طبيعي
حمدا لله إنني كنت أزيل عن ذراعيك ، الشيب المتساقط
عندما كنت أتركك خلفي
كنت تجلسين وحيدة تماما في سريرك
ولكنني كنت افعل ذلك بمنتهى الهدوء
لن اعرف أبدا ، إن كنت قد شعرت بذلك .
ها يكو
هذا الصباح في الشارع
تمشيت مصادفة جوار نفسي
نفسي لم تعرني اهتماما
تسير في المدينة
الشوارع ما زالت تعرفك
الناس لم تعد كذلك
ممرات مظلمة
تقود إلى ممرات طويلة
تقود إلى ممرات
ببطء ، وحذر
انفتحت باب الغرفة
ولكن لم يكن هناك احد
عندما دخلت
كانت الغرفة هادئة كالموت
تتوقع شيئا
سقطت ورقة ميتة
إذا جلست هادئا تماما
ستبدأ الأشياء الصغيرة
تفتح لك نفسها
من مكان قصي يجيء الضوء
من الماضي السحيق
يوم لم يكن هناك وقت
في الخارج يقبع قارب
قارب كبير معتم
في الضباب الرصاصي
بعد قليل سأمضي معه
مويجة بعد مويجة
تأتي الأشياء الصغيرة
مويجات لا نهائية
والبحر نفسه دائما
على الرمل الجاف
آلاف الخطوات
من يعرف أسماءها
تبدأ من لا شيء
وتنتهي بلا شيء
الألم بينهما
باتجاه النهاية
يتسلق سهم النار ببطء
ثم يهدأ
أب وأخت
يجلسان إلى طاولة في منتصف الليل
لم يقولا شيئا
أطفئ المصباح
لم يعد احد يسكن هنا
انتهى كل شيء
عندما ذهبت لتنام
في لحظات الفجر الأولى
كان الضوء رماديا
كنت قد ولدت
عندما ذهبت – امرأة عجوز
وعندما عادت مرة أخرى – طفلة
قريبا – امرأة عجوز
أتعرف ما المضحك –
لقد أصبحنا الآن فاترين
ولم يلاحظ ذلك احد
ألا تفهمني ؟
هذا لا يعنيني
إنني اكلم نفسي..