مع حسم مشكلات كثيرة بين الكويت والعراق وقيام مسؤولين كبار بتبادل الزيارات .. يؤكد ان شبح صدام لم يعد يلاحق الطرفين .. وهذا كله يؤكد ان غزو العراق للكويت اصبح من الماضي وليس من مصلحة العراقيين ولا الكويتيين ان ينكأوا الجرح بل عليهم ان يتطلعوا نحو المستقبل وان يعملوا جاهدين لان يعيشوا بسلام حقيقي مع شقيقتهم او جارتهم الجنوبية .. بالمقابل على الكويت ايضا ان تفعل ذلك عليها ان تتصرف برويًة وبحكمة وبعد نظر .. ولاشك ان المجا ل امام الدولتين رحب جدا لكنه يحتاج الى اجراءات كثيرة لاعادة بناء الثقة والمحبة بين الشعبين الشقيقين .. وقد كانت نقابة الصحفيين العراقيين السباقة في فتح افاق جديدة مع جمعية الصحفيين الكويتيين من خلال تنفيذ عدد من الزيارات بين اعضاء مجلسي النقابتين والذي اثمر عن زرع الثقة بين الصحفيين العراقيين واشقائهم الكويتيين وفق اسس مبنية على المحبة التي اثمرت خلال انتخابات الاتحاد العام للصحفيين العرب الذي عقد في تونس مؤخرا عن فوز نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي بمنصب رئيس الاتحاد حيث اثبت الاشقاء الكويتيين المشاركين بالانتخابات اخوتهم من خلال التفاعل الصميمي مع الانتخابات لفوز اللامي لا بل كان تصميمهم على فوز اللامي تصميم فاق التصور حتى ان فوز اللامي قد حرك مشاعرهم الجياشة في حب العراق من خلال دموع الفرح التي انسكبت من عيونهم وهم يلوحون بعلامة النصر .. وهذا التلاحم الصميمي لم يأتِ من فراغ انما جاء في ضوء مواقف مشرفة بذلها اللامي لفتح المسالك المغلقة بين البلدين الشقيقين لتطوير العلاقات واعادتها الى طبيعتها قبل الغزو .. لذلك فأن كل المبادرات التي صارت منذ سقوط نظام صدام حسين هي لفتات ضرورية وليست فيها اي محاولة للاظهار بالنفس او المزايدة بل هي واجب وطني وقومي وان زيارة الوفد الصحفي الكويتي للعراق هو مدخل ضروري ومهم جدا لتعزيز بناء الثقة بين الشعبيين وامامنا طريق طويل سالك لولوجه من خلال حث الصحفيين العراقيين والكويتيين للاسهام الفاعل من خلال كتاباتهم في زيادة التواصل على طريق اعادة بناء الثقة والمحبة بين الشعبين الشقيقين وان العائق زال خاصة وان الشعبين تربطهم صلة المصاهرة والعلاقات الكبيرة والمتجذرة واننا على ثقة بان العلاقة بين الشعبين ستكون علاقات مثالية وان البلدين بامكانهما ان يصبحا قوة تغيير عظيمة في المنطقة .. الكويت بثرواتها الهائلة وموقعها الجغرافي والعراق بثرواته المالية والبشرية وهذا ما اكده رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال لقاءه الوفد الصحفي الكويتي حيث قال " ان العلاقات العراقية الكويتية علاقات متميزة وانتقلت من التأزيم بسبب سياسة النظام السابق الى التفاهم والانسجام داعيا الى صفحة جديدة من العلاقات مع جميع الدول من اجل الارتقاء بالمنطقة" .. وقال " ان العراق يطمح بتطوير علاقاته مع جيرانه بما يجنب المنطقة اي نوع من الارهاب والنزاع ".. ولم تكن تاكيدات العبادي على تطوير وتفعيل العلاقات مع الكويت كلام مجاملة بل كان كلاما نابعا من القلب يفتح الطريق لمحو الماضي الاليم وهي مكملة للخطوات التي بذلها نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي خلال زيارته الكويت والتي اسهمت في تسوية والغاء الدعاوى القضائية على شركة الخطوط الجوية العراقية .. ونقل اللامي صورة العراق الحضارية الساعية للتآخي والمحبة والسلام مثمنا سعي الحكومة الكويتية لطي صفحة الماضي والانطلاق نحو مستقبل مشرق وايجابي بين العراق والكويت . ولم تكن مبادرة اللامي في تعزيزوتعميق العلاقات بين الصحفيين العراقيين واشقائهم الكويتيين تنطلق من فراغ بل جاءت ضمن نشاطه المهني بصفته رئيسا لاتحاد الصحفيين العرب ومن اولى اشتراطات هذا المنصب ان يكون بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه وهي وحدة اكثر من مائة الف صحفي منتمين الى نقابات صحفية عربية تقتضي الضرورة توحدهم لمواجهة الاخطار التي المهنة وتعزيز ثقة المواطن وتكاتفه مع الجهود الرامية الى محاربة الارهاب اينما وجد بالكلمة الصادقة المعبرة
مقالات اخرى للكاتب