على منوال المرحوم جبار السعيدي (أبو نعال) الذي أشتهر محلياً في أول الأمر، وهو يجوب شوارع وأسواق محافظة ذي قار، وتحديداً في قضاء سوق الشيوخ، ليشتهر بعد ذلك (دولياً)، ويصبح نجماً مشهوراً عبر موقع اليوتيوب، وهو يشتم ويلعن الدنيا كلها، وكل من يقف أمامه، مردداً بين فترة وأخرى لازمته الشهيرة التي أصبحت أشهر من أغنية لا خبر، وأقصد بها: (طاح حظچ أمريكا)..!!
على منوال هذا الجنوبي المجنون العاقل، الذي توفاه الله قبل ثلاثة أعوام، راح الكثير من المجانين العقلاء ينسجون اليوم، حتى بات لكل واحد منهم ثوبه الخاص، ولازمته الخاصة، وجمهوره الخاص أيضاً. ومن أبرز المقلدين (لأبي نعال) هو مريوش السيد!! ومريوش الذي يقترب من الستين تقريباً، ويضع الكوفية السوداء على رأسه، طويل جداً، ونحيف جداً، لدرجة تتخيل فيها أن الرجل لنحافته، سيكسر في أية هبة ريح قوية..!! ولعل من الصدف العجيبة هنا، أن يكون الكثير من هؤلاء المجانين العقلاء، جنوبيين جداً (أهي مصادفة مثلاً، أم لعنة الجنوب، أم هو فيض الإحساس الذي يغرق عقولهم)! لكن..! والحق يقال أن سيد مريوش رجل متعلم ومثقف، حتى أنهم يقولون بأنه (شيوعي) سابق، وإن رأسه الصغيرة قد مرَّت من قبل على أجهزة التعذيب الأمنية، التي أبتكرها المجرم ناظم گزار، وأشتغل عليها الجلاوزة اللاحقون أمثال برزان ووطبان وسبعاوي والبراك وغيرهم من خنازير السلطة القمعية، فتقطعت أسلاك (الإتصال) بين عقله وبقايا أعضاء جسده الأخرى. والخلاصة أن سيد مريوش أكثر (حداثوية) من (أبو نعال)، فهو لايتعامل مع مفردات سياسية فحسب، إنما يزاوج بين مفردات السياسة واللغة والشعر.. إلاَّ أنه لم يتخلّ قط عن لغة الشتيمة التي تبدأ عادة بالمفردة التقليدية التي يستخدمها جميع أعضاء (فريق أبو نعال)، وأقصد بها مفردة (طاح حظ الكذا...) ثم يكمل ما يريده في سمفونيته المنشودة!!.
وسيد مريوش- كما يبدو- يتابع التلفزيون، وتصريحات وخطابات وبيانات المسؤولين، ويحفظ لغة الكتل، والتحالفات، والهيئات السياسية والبرلمانية والحكومية.. لذلك تراه يذكر بعض ما يتداوله السياسيون الكبار بشكل متواصل.. فهو يقف على تلة صغيرة، ويعدل من كوفيته وهيئته وهندامه قبل أن يبدأ خطابه، حتى أن أحدهم أراد يوماً أن يصوره، ويسجل له قبل أن يستعد، فصاح به: (أوگف ولك، خلني أعدل شطفتي)!! وبعد أن يعدِّل السيد (شطفته) يلم أصابعه اليمنى، فتصبح مثل المايكرفون، ثم يقرب يديه من فمه، ويقول: إخواني وأخواتي أولاً: طاح حظ أمريكا.. ثانياً طاح حظ الشفافية، والمصالحة، والشراكة..
فصاح به الشخص الذي يسجل له عبر تلفونه: شني هاي مولانه چا أنت ماعندك غير هذن الكلمات.. تاخذهن وتجيبهن..!
فأجابه سيد مريوش قائلاً: هوبك هوبك (وتعني قف) خلني أكمل أول هيل، وعود النوب قاطعني، چا أنت ما شايف كاظم الصيادي شلون يقاطع ظافر العاني ويطيح حظه؟
فأجابه صديقه: لا والله سيد!!
فقال له: لا وروح الحسين أنت شايف وتعرف، بس أنت تريد تشلع چلوتي..
ثم يكمل سيد مريوش خطابه قائلاً: إخواني وأخواتي المواطنين الأشاوس، وخلي حاضركم يبلغ غايبكم، وغايبكم خل يگعد بالبيت ياكل خره، وكلشي لا يسوي.. تره رافع العيساوي جايكم، والعلواني ها الليلة.. ها باچر يطلع من الحبس يتغامز ويتلامز، ويجوز هم يطلع بالتلفزيون ويشكر الأخوة المنتفضين لأنهم طلعوه من الحبس، وطارق الهاشمي طبعاً هم راجع الكم ان شاء الله، وصدام حسين.. لا لا العفو صدام فطس بعد ما يطلع.. شو گمت تسحب خارج إشبيك مريوش.. وملخص السالفة ترى وحگ أم البنين محَّد طيح حظنه، وراح يطيح صبغنه غير المقبولية.. بوياي بويه كون أكظ المقبولية!! فصاح به صديقه ضاحكاً: سيد لو بيدك المقبولية شتسويلها؟
فأجابه السيد على الفور: أبول عليها!!
