طرق جارنا (ن.ض) أبو سعد الباب صباحاً ليطلب منا مساعدته في تشغيل سيارته البرازيلي الزرقاء التي استلمها قبل أشهر ، فهرعنا أنا وأخي الى الشارع لنجد العديد من الجيران وقد تجمعوا هناك ، أم سعد تحيينا على القدوم " هلا بولد اختي " وكانت امرأة بدينة وطيبة جداً ، وكانت " موزّرة " بعباءتها التي شدتها حول خصرها ، و لا تترك من وقتها دقيقةً الا وصاحت " ربي دخيلك من عين بنادم " . فقد كانت تعتقد ان ابو سعد محسود هو وسيارته " ربي سيارة زركَة وما خلصت من العين ؟ " بدأنا نشارك بالدفع فيما سبقنا بقية الجيران في ذلك ، نصل الى بيت ابو ستار الذي يقع في ركن الشارع ثم نعود الى بيت ابو سعد والمسافة تقريبا أكثر من 200 متر ، الشارع جيد تقريبا خصوصا في تلك الأمتار التي اختارها ابو سعد لتشغيل سيارته . كنا نركض دون فائدة ، يصيح أحدنا يمعود ابو سعد يمكن من البلاتين ، وابو سعد لا يهتم بما نقول وقد امسك بالستيرن بكلتا يديه ! ام سعد تركض معنا فتخر قوانا من الضحك " بعد بيتي ييمه انشلعت كَلوبكَم " ، ينزل ابو سعد ليفتح بنيد السيارة وينظر فيها طويلا ، يخرج نظارته ليفحص زيت المحرك ، ثم يأخذ قطعة من القماش ليمسح جامة السيارة الأمامية . تسأله ام سعد " ابو سعد يمكن من الصالنصة ؟ " فيأخذ قطعة من القماش لينبطح عليها اسفل السيارة ، يمسكها بيديه ثم يضرب عليها كما يفعل باعة الرقي ، يخرج رأسه من أسفل السيارة ليسألنا " منو يعرف مكان البطيخة ؟" فتنفجر ام سعد ضاحكة بصوتها المميز " بطيخخخخخخخخة " ! ويركب ابو سعد من جديد " يلا ولدي ادفعوني " ، ونبدأ من جديد نركض في الشارع ذهاباً وإياباً . تعبت ام سعد فجلست على قارعة الطريق تنظر الينا ، ثم جاءت الينا بماء الشرب . يتذكر ابو سعد ان سيارته ربما تكون عطشانه ايضاً فيسقيها ماءً زلالاً لعلها ترتوي فتعود لها الحياة . يلتحق بنا احد جيراننا وهو سلمان الأهلم الذي كان يعمل سائقاً في أيام شبابه . طلبنا منه ان يقود السيارة بدلا من أبو سعد لكنه لم يوافق " لا لا تعذروني عيب من الرجال ، لو هو طالب مني يمكن اوافق " ام سعد الله يحفظهه صاحت على رجلهه " انزل وخلي الأهلم يصعد " . صعد سلمان الأهلم الله يرحمه وبمجرد ان حركنا السيارة الا واشتغلت وارتفع التصفيق والهتاف " هذا الأهلم هذا " قال ابو سعد بعد ان لبس نظارته " هذا الماي هسه يلله مشه بالمحرك "، ويلتفتت على ام سعد " مو كتلج سيارتنا عطشانه !!!! " ذهب ابو سعد وتجمعنا حول سلمان الأهلم ليخبرنا بالسبب فقل لنا " ابو سعد جان لا فاتح النارية ولا منمر الكَير ، جان بس لازم الستيرن ومنتظر رحمة الله " كان ابو سعد لا يعرف عن السياقة سوى ان يمسك بمقود السيارة ويترك حبلها على غاربها ، ليش ابو سعد ليش لو كايل من البداية ما أعرفلهه مو جان منشلعت كلوبنا !!!