الامل هو شعور وتفاؤل، نرجو فيه نتائج ايجابية لحوادث الدهر وتقلباته، وان كانت مستحيلة وصعبة، والامل ينشط الانسان للعمل والجد لكي لا يصبه البؤس، وكذلك هو انتظار الفرج وكشف البلاء وزوال المصيبة، او المشكلة التي نعانيها، وتوقع حصول الافضل.
لا يخلو الانسان من محطات الامل، حتى وان مر في ظنك وبؤس، لكن السؤال الذي يشغل الذهون، ماذا يحصل بعد الامل؟ هل يستقر الوضع الذي انتظرنا الامل ليخلصنا من مشاكله، ام هنالك محطة اخرى تتلو الامل، وهل هذه المحطة هي الامل نفسه؟ ام ترجعنا الى ما قبله؟ تساؤلات عاشها أغلب الشباب العراقي، وذاق طعمها معظمهم؟
ما بالنا بذلك الشاب الذي أصابه البؤس والعجز، عندما كان يصارع مادته الامتحانية الصعبة، وهو يرى من سبقوه بلا شغل، يجوبون الازقة باحثين عن فرصة عمل، وفجأة تخلل خياله فسحة أمل، ليرمي بكل الذكريات الموجعة لزملائه، ويواظب على دراسته ليحصل على الاول من بين أقرانه، وهو يتطلع على منصات الفرح آملاً تحقيق الغايات، لكن الامل أختفى حين برهة، وأصبح الحاصل على الامتياز ذاك، بائعا متجولا ليسد رمق عائلته.
كذلك هي الفتاة التي تأخر زواجها، بسبب حالتها المعيشية الظنكى، وبقيت في ضيق ويأس وهي تتذكر رحلتها الدراسية، التي تكللت بالنجاح الباهر، لكن عدم حصولها على فرصة التعيين زاد وجعها، وفي لحظة دخل عليها بصيص أمل، تزوجت بعده، لكنها اليوم تسكن في بيت هاوي وأيل للسقوط، في أحد ابنية التجاوز، بسبب الحالة المادية لزوجها، بعدما أصبحت أم لخمسة أولاد أثقلوا ميزانية عائلتهم.
هذه المحطات هي رسم بياني لما قبل الامل وبعده، في حياة الشاب العراقي، الذي تكالبت على بلده مرتزق الكفر من سياسيين وإرهابيين، ضيقوا عليه عيشه، وبددوا احلامه، والسؤال هنا: ماذا نسمي المحطة التي تلت الامل؟ هل بؤس من نوع آخر؟ ام هي عذاب النعيم الذي أطل علينا، ببزوغ شمس الامل الغائب سريعا؟.
ما أود قوله: ال تحرقوا الامل في نفوس الشباب، وتبددوا احلامهم، بسياس رعناء خاطئ، فمجرد اعلان ايقاف التعينات، لثلاث سنوات هي هبوط في ذلك المخطط البياني، الذ رسمناه، ودخولنا في المحط التي نجهل تسميتها، والسلام.
مقالات اخرى للكاتب