خلال ربع قرن تعرض العراق الى أربع حروب قادتها الولايات المتحدة وحشدت لها دولا ولغايات متعددة في عهود الرؤساء بوش الأب وبيل كلينتون وبوش الابن وباراك اوباما.
ففي عام 1991 قادت واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي بوش الأب تحالفا دوليا ضم أكثر من ثلاثين دولة لإخراج العراق من الكويت بعد اجتياح قواته لها.
خلال السنوات التي أعقبت هذه الحرب تعرض العراق إلى حصار قاس استمر ثلاثة عشر عاما تخللها شن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس بيل كلينتون سلسلة من الهجمات الجوية على مناطق حيوية بحجة عدم امتثال العراق لقرارات مجلس الأمن ولتدمير قدرات الجيش العراقي.
وخلافا لحرب عام 1991 لم تستطع إدارة الرئيس بوش الابن من حشد التأييد الدولي لغزوها للعراق عام 2003 باستثناء تأييد رئيس وزراء بريطانيا توني بلير لبوش لشن الحرب الثالثة.
ارتدادات غزو العراق واحتلاله أدت إلى وضع العراق والمنطقة والعالم أمام تحديات أمنية خطيرة جراء تداعيات الغزو وفشل المشروع الأمريكي وتخبط إدارة بوش الابن في تعاطيها مع نتائج احتلالها للعراق أدى إلى تحويل العراق إلى ساحة لنشاط وملاذ للجماعات المتطرفة وجاذبا لها.
وشكل التاسع من حزيران الماضي مفاجأة للعالم بنجاح داعش في بسط سيطرته على نحو ثلث مساحة العراق بتمدده إلى محافظات الموصل وصلاح الدين وأجزاء من محافظتي الأنبار وديالى بعد انهيار القوات العراقية المدافعة عن هذه المدن واحتمالات اجتياح بغداد.
واستفاق العالم على وقع مشهد جديد بالمنطقة بــإعلان دولة الخلافة الإسلامية في أجزاء من شمال العراق وسوريا الأمر الذي وضع حدا لتردد الرئيس الأمريكي باراك اوباما في تعاطيه مع التطور الخطير.
الرئيس اوباما أعاد مشهد التحالف الدولي الذي قادته واشنطن في حربها على العراق عام 1991 بتحشيد العالم من جديد لمواجهة خطر داعش ومكافحة الإرهاب بعمل عسكري لتفادي التمدد الداعشي.
حروب العراق من بوش الأب إلى اوباما وما سببته من مآس على العراق والمنطقة فأننا نتوقف عند الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت ثماني سنوات.
والسؤال: هل سيبقى العراق ساحة لصراع الإرادات وارتدادات تقاطع المصالح؟
مقالات اخرى للكاتب