الواقع الجديد الذي فرضته ثورة الاتصالات بجميع تقنياتها في حياتنا أصبح بفعل هذا الواقع هاجسا للحاكم ومساعدا للمحكوم.
فالأول يعمل بكل الوسائل لتفادي شره بقيود ومحددات قسرية.
فيما برع الثاني باستخدامه لإيصال صوته إلى العالم.
وطبقا لهذا التوصيف فان أدوات التغيير وقواعدها الجديدة تبدلت لتغيير الحكام بفعل ثورة الاتصالات بعدما كانت في المرحلة التي سبقت الربيع العربي تتم بالانقلابات العسكرية وهذا التحول من فعل البندقية إلى إرادة الشارع وصناديق الاقتراع وتأثير الصورة لم يستكمل مدياته لولا التلفزيون الفضائي الذي نقل ما كان يحدث خلف الستار وفي الشوارع والساحات إلى العالم.
من هذا الإحساس بدور الإعلام وتأثيراته المفترضة بالمتلقي استشعرت القوى والأحزاب والكيانات والائتلافات السياسية بأهمية توظيفه واستخدامه للترويج لبرامجها الانتخابية واستمالة الرأي العام لتوجهاتها.
وبعد احتلال العراق ساد نوع من الانفلات بالمؤسسات الإعلامية وانتج مساحة للتشهير وليست للتعبير وتحول الإعلام بسبب ذلك إلى إعلام تسوده الفوضى وابتعد عن معايير المهنية والحياد.
وأدى القصور في أداء وسائل الإعلام بمهامها إلى تراجع دورها في عملية تبصير المواطن وتوعيته وتوجيهه وبناء المجتمع وتحصينه من فايروسات الطائفية.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة اتخذت من التغيير شعارا للترويج لبرامجها السياسية وتوجهاتها الفكرية إلا أن المشهد السياسي كان يتشكل بعيدا عن هذا التوجه باصطفافات جديدة أعادت استنساخ معظم رموز الطبقة السياسية من جديد برغم بعض المتغيرات ما أصاب المواطن بخيبة أمل جراء رهانه على نتائج عملية التغيير الذي كان ينشدها غير أن واقع الحال بعد الانتخابات وحتى الآن لا يشير إلى ذلك..
مقالات اخرى للكاتب