الربيع فصل من فصول السنة الزاهية المعطاء.
وقد سميت التغيرات التي حصلت في المنطقة بالربيع العربي.
وكما نعلم أن الربيع يعني اللون الأخضر والروعة والجمال , وإرتداء الحياة لحلتها النابضة بالصيرورات الجديدة والولادات الواعدة.
ولم يكن الربيع أحمرا , أو مضرجا بالدماء , والعنف والإنفجارات , والتداعيات والإضطرابات , والإنهيارات الإجتماعية , والأخلاقية والدينية والعقائدية والثقافية , كما هي توصيفات هذا الربيع.
وفي واقع ما يحصل , إنه القرن الدامي الضروس.
الذي يتم وضع أسسه وقواعد تواصله وتوقده في مناطق العرب الأساسية .
وهي العراق ومصر وسوريا وتونس وليبيا , ومن هذه المناطق وتفاعلاتها مع ما يجاورها , ستتقوى أسس الإنطلاق في رحلة القرن الشديد.
إنها الحرب الأبدية!
الحرب التي لن تتوقف ما دامت المنطقة تحوي نفطا وفيها بشرا .
ولذلك , فأنها ستكون محكومة بمصالح المناطق الأخرى , البعيدة والمجاورة , ولا يمكنها أن تحقق مصالحها , لأنها تتعارض ومصالح الآخرين الطامعين بها.
ويبدو إن الإعداد لهذا المصير قد بدأ منذ أوائل النصف الثاني من القرن العشرين.
وها هو يعطي أثماره اليانعة في العقد الأول والثاني من القرن الحالي.
وبمساهمة ورعاية بعض أهل المنطقة أنفسهم , من الذين تطوعوا لحمل راية الضياع والإنقراض الحضاري , وتمرير مخططات الآخرين , بإندفاع لا مثيل له.
ووفقا لِما تؤكده الأيام بوقائعها المأساوية.
فأن الحالة القائمة ستتفاقم والتناحر سيتعاظم , وينبسط على أكتاف عقود القرن الحادي والعشرين.
وكل ما هو مُقسم سيتقسم.
والغاية الكبرى أن يكون حول كل بئر نفط دويلة مرهونة المصير , ببئر النفط والمستحوذين عليه.
ولهذا فأن الجميع ينسحقون بوعيهم وإرادتهم وسلوكهم , الذي لا ينم عن حنكة وفطنة حضارية.
فترحموا على أنفسكم , وأوطانكم وتأريخكم ولغتكم ودينكم , إن بقيتم لا تعقلون!!
مقالات اخرى للكاتب