Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المدني الأخير
الجمعة, تموز 25, 2014
منتظر ناصر

ماذا بعد أن تسلّح أفراد شعبي؟ ونَسجت ألوان الخاكي والزيتوني والمرقّط خيوطَها فوق أجسادهم من مدنيين وموظفين وسياسيين وعاطلين وحتى مثقفين؟! ماذا بعد أن رَبطت الأحزمة العسكرية قدر هذا البلد العريق بمصيرٍ بربري مجهول؟

 

ماذا بعد أن حمل كل فرد سلاحه دفاعا عن نفسه وطائفته وقومه ودينه؟ حتى المسيحيون الذين عرفوا بسلامهم عبر الأجيال، بدؤوا يفكرون اليوم، بتشكيلٍ عسكريٍّ للدفاع عن أنفسهم والحفاظ على ما تبقى لهم من مناطق الآباء والأجداد التي قضمها تنظيم داعش وغيّر معالمها، وهكذا بدأ يفكر التركمان والإيزيديون وغيرهما.

 

لا أعترض على حمل السلاح دفاعا عن النفس، فهو حق مشروع ومكفول طبقا لكل القوانين والدساتير الإلهية والبشرية، لكني أتحدث عن "العسكرة المتضخمة"، وتفاقم ظاهرة التسليح التي بلغت مدياتٍ خطيرة، وأصبحت هي الأعنف في تاريخ الدولة العراقية الحديثة على الإطلاق.

 

حتى بعض رفاقي (الموزعين على الطوائف والقوميات) الذين كنت أظنهم أكثر الناس بعدا عن السلاح، تذرعوا اليوم بـ"الحرب القادمة"، ودجّجوا أحزمتهم بأنواع الأسلحة التي لم تعد مقتصرة على المسدس والبندقية، بل صارت الصورة والفيديو والكلمة، أسلحة أكثر فتكا في ظل تنامي الخوف من الآخر.

 

إذن كيف سيحتفظ المدنيون بـ"مدنيّتهم"، وينتصرون لها، وسط جعجعة السلاح والعسكرة المتنامية التي يغذّيها الشعور بالخوف، وضرورة الحفاظ على النفس؟

 

فالفصائل السنية تخشى ما تسميه "هيمنة المليشيات الشيعية"، واضطهادها لها، مبررة حملها السلاح، فيما تجند الفصائل الشيعية أبناءها دفاعا عن نفسها من خطر "الإرهاب"، أما القوات الكردية فتستدعي مقاتليها القدامى وتضم منتسبين جددا لمواجهة خطري الإرهاب والحكومة المركزية! أما الأقليات الدينية والقومية فإنها تخشى أن تكون ضحية الصراع المحموم على السلطة.

 

الأزمة الحالية أحالتني إلى أشد الأوقات رعبا وأكثرها سوءا في بغداد (الأعوام 2005 - 2007)، فقد كنت أتجول في الأماكن الأشد خطورة، مدفوعا بلذة اكتشافها من جديد، ولم أكن أحمل جوابا لأي فصيل مسلح قد يعترضني، سواءً كان من هذا الطرف أم من ذاك!

 

كان الخوف حينها يتجول في الأحياء ويجتاح المنازل، ولم أكن قد حصّنت نفسي كما فعل الآخرون بقطعة سلاح واحدة! لأنني ببساطة كنت أصر على الاحتفاظ بـ"مدنيّتي" المهددة بالزوال، وأرفض أي عسكرة للمدنيين.

 

يومها كان الكثير يشاركني هذا التفكير، ويرفض أي تواجد للمسلحين مهما كانت دوافعهم، أما اليوم فقد باتوا مدفوعين بأسباب عديدة لا إلى تأييد تلك التشكيلات المسلحة فقط، بل للانخراط فيها ربما، ودعمها وتشجيعها، فحتى السياسيين الذين كانوا يخجلون من الجهر بوقوفهم خلف تلك الفصائل المسلحة، أصبحوا اليوم، يروجون لها كمصدر لفخرهم واعتزازهم!

 

عسكرة المجتمع والتسليح العشوائي، لن يجلب لبلدنا إلا الدمار والخراب، لذا قررت الاستمرار برفض ذلك الخيار، مثلما رفضته نهاية الثمانينيات، حين امتنعت عن الانضمام لتشكيل "الطلائع" في مرحلة الدراسة الابتدائية، التشكيل الذي أسسه البعثيون، وجذر فيما بعد لـ"عسكرة مستدامة".

 

وسط هذه الغابة من الحِراب، سأواجه "عدوّي المفترض" بصدر مفتوح، ولن أشحذ سيفا أو أسعى لامتلاك قطعة سلاح، حتى لو غمرتني موجة العسكرة، ودهمني خطرها، لأني سأفخر حينها بأني "المدني الأخير".

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47109
Total : 101