هدأت زوابع العواصف العاتية والمدمرة , بعد ما انكشفت الصورة الكاملة , عن الفاعلين وحقيقة هويتهم , الذين ارتكبوا جريمة قتل مروعة , بحق الابرياء المصلين داخل المسجد , الذين طالهم الانتقام الوحشي , وسقوط اكثر من 80 روح بريئة , في جامع مصعب بن عمير في ديالى . , فقد لجمت الاصوات الزاعقة والنابحة , بأخذ الثأر والانتقام المتبادل , ورد الصاع بالصاعين , بعد اتهام المليشيات الشيعية , دون براهين وادلة ثابتة , بأتهامهم بانهم وراء ارتكاب المجزرة المروعة . فقد اعلن تنظيم داعش المجرم في بيان ناطق بأسمه , عن مسؤوليته في ارتكاب المجزرة , وشرح دواعيها واسبابها واهدافها , مما وضع حد للجدال العنيف والخطير , بمسؤولية الجريمة والجناة الفاعلين , بتحمل عبء مسؤوليتها على عاتق المليشيات الشيعية , والتي اتخذت حجة وذريعة ومبرر , لتخريب واعاقة تشكيل الحكومة القادمة , برئاسة السيد حيدر العبادي , واعتبر هذا الحدث الاجرامي البشع , معوق خطير في طريق الانفراج السياسي , وتلغيم الموقف السياسي , بهدف اشعال نار الفتنة الطائفية والصراع الطائفي الدموي , الذي راهن عليه بعض الاطراف السياسية والاعلام المضاد والمعادي , الذي ضخم وهول من دوافع هذه الجريمة , وألصاقها دون دليل ثابت بالطائفة الشيعية , وحثت على الانتقام المقابل , هكذا زعق الاعداء والغربان والاعلام المنحاز عن الحقيقة , بهدف تخريب العراق , لكن بعد تصريح بيان داعش المجرم , لاذوا بالصمت المريب والمشين , وهم يجرون علقم الهزيمة , بعد ان صدق بهم , بعض الاطراف والكتل النيابية , المحسوبة على الطائفة السنية , التي اعلنت عن تعليق مشاركتها في الحكومة والبرلمان , وبعض صقورها , طالب بالانسحاب الكامل من العملية السياسية , وارجاع الاوضاع المتدهورة الى دائرة الصفر , في التخريب والتدمير بالعنف الطائفي المدمر , لكن فرحة هؤلاء الغربان والصقور , لم تدوم بالانتقام والتخريب للعراق , فقد اخرست اصواتهم واصابها الصمم والبكم , بعد اعلان بيان داعش في تحمل مسؤولية الجريمة , ان هذا البيان الداعشي , جاء صفعة قوية , لكل الاصوات التي تشكك بالعملية السياسية , وبازالة الالغام في النسيج الوطني والاجتماعي العراقي , وتنقية الاجواء الملبدة بالسموم , المخيمة والجاثمة على كل مكونات الشعب واطيافه , بالعمل على تنقية الاجواء , واعادة اللحمة الوطنية الممزقة والمتشتة في الانقسام المروع , الذي زرع بذوره الجهات المعادية للعراق , التي لاتود الانفراج والاستقرار , وخاصة يشهد العراق لاول مرة توافق وقبول وطني واسع , بتكليف السيد حيدر العبادي , تشكيل حكومة قادمة برئاسته , واطفاء نار الفتن الطائفية , وطيء صفحة الماضي البغيض , والتوجه بحسن النوايا الى الخطر الجسيم الذي يمر به العراق , من ذئاب داعش الوحشية , لقد فشلت المحاولات الشيطانية , بتفجير الموقف السياسي نحو الانهيار الكامل والاسوأ . وان الحقيقة الناصعة ظهرت , وانكشفت حقيقة الجناة القتلة , وظهر السبب الحقيقي وراء هذه الجريمة البشعة , وهو رفض اهالي ديالى من الطائفة السنية , مبايعة خلافة الخنزير الوحشي ( ابو بكر البغدادي ) , وهي تدق ناقوس الخطر , لارتكاب المزيد من المجازر المروعة ضد الطائفة السنية , التي ترفض خلافة ومبايعة الذئاب الوحشية في استمرار عمليات القتل الجماعي , وحرق وتخريب العراق . لذلك يجب اخذ الحيطة والحذر واليقظة , من الجرائم القادمة , التي سوف تلصق جزافاً بالطائفة الشيعية , لذا على كل الطوائف اليقظة , لان الاعداء يريدون حرق العراق على رؤوس الجميع دون استثناء , وخاصة وان تنظيم داعش , يتلقى الضربات الموجعة , ويتقوقع عن مساحات واسعة , كان احتلها سابقاً , لذا انتصار على هذه البهائم الوحشية , يتطلب التوافق والانفراج السياسي , وهو مهمة الجميع دون استثناء , ان العراق وطن الجميع وللجميع.
مقالات اخرى للكاتب