تابعت ومعي الكثيرين اللقاء الذي جمعك بالسيد مدير عام شبكة الإعلام العراقي. وبعدها خرج تصريح عن الحوار الذي دار بينكم حول أهمية تشريع القوانين التي تؤمن استقلالية عمل الشبكة وتغليب المصلحة الوطنية فوق كل شيء. كذلك تأمين الاستقلالية المالية والإدارية والإعلامية للشبكة .
كلام جميل عن مفاهيم أكدها هذا التصريح بأنها كانت غائبة عن عمل الشبكة , وبعلم مديرها ومجلس الأمناء فيها . وهذا أكبر دليل على أن ملفات الفساد التي اشتهرت بها تلك المؤسسة من نهب المال العام كان يتم وفق أسس مدروسة ومخططٌ لها من قبل الأنفس الضعيفة هناك . وهذا ما أثبتتهُ الوثائق والأدلة التي نشرناها وسوف ننشر بقادم الأيام الكثير والمثير .
سماحة السيد عمار الحكيم المحترم .
أكتب اليك اليوم عن أهم أسلحة الحروب الحديثة وهو الإعلام الحكومي . الذي كان ولازال لغاية اليوم في العراق تابعاً ذليلاً لجهةِ واحدة فقط تاركاً العراق والناس . ولكن السؤال الكبير لماذا الآن تلك الزيارات المكوكية لبعض قادة الكتل . وبالتحديد زيارة مدير عام الشبكة لجنابك الكريم ؟
سبب الزيارة ليس من اجل النهوض بالإعلام والقوانين والمصلحة الوطنية , بل لكسب ودٍ حتى لا يحال الفاسد والفاشل ومن معه للحساب والعقاب . وهو قادرٌ على ذلك بفضل ما يحملهُ من مستمسكات أجنبية توفر له الحصانة والحماية من الملاحقة وفق القانون العراقي . ناهك عن الملايين التي في أرصدة البنوك وتحت تصرف أقرب الموظفين أليه وهو السيد (أحمد مقبل) كاتم أسرارهِ والحارس على أمواله والمخول بالتصرف بكل شيء وفق الوكالة العامة المطلقة التي منحهُ إياها مدير شبكة الإعلام الحالي .
كذلك سبب الزيارة لان إدارة الشبكة سوف تكون من حصة المجلس الأعلى في المرحلة القادمة. وهنا لابد من أخذ الاطمئنان من المدير الجديد والجهة التي تدعمهُ في سبيل خروج الإدارة السابقة وكأنها صنعت المستحيل وتُزف زفاف الأبطال. ناهك عن وجود صراع كبير منذ فترةٍ طويلة بين مسميات عديدة في مجلس الأمناء وإدارة الشبكة.
سماحة السيد عمار الحكيم المحترم .
لا يأتي الخوف من الأمل بل الخوف الأكبر والكارثة من خيبة الأمل . وها أنا مازلت منتظراً في هذا البلد تطبيقاً للعدل والإنصاف والقانون . بدل المحاباة وتغليب المصالح الفئوية والحزبية والشخصية على حساب وطنِ وشعب يُقتلان كل يوم .
ختاماً .. ليس لي من كل ما اكتبهُ مصلحةٌ أو غاية , بل كُل غايتي أن أجد الحق في مكانهِ الصحيح . وننهض بالإعلام ونترك التمجيد والتطبيل والمديح لكل فاسدِ وفاشل . كذلك لم ولن نسكت مهما كان الثمن والتضحيات فأما أن نكون أمناء في الطرح أو نكون توابع وأذلاء وعندها نخسر كرامتنا كبشر في هذه الأرض الطاهرة .
سلامات يا عراق .. اخ منك يالساني