Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أعطني خوذة (كيوشي أميميا) ، وخذ مني ألف عمامة !
الأحد, أيلول 25, 2016
ماجد الخفاجي

(كيوشي أميميا) ، مهندس ياباني يعمل في شركة (هيتاشي Hitachi) اليابانية المشهورة للصناعات الثقيلة ، كان في جولة سياحية في أرجاء (كمبوديا) ، فتأثر جدا لرؤية عدد كبير من المعاقين وقد بُترت أطرافهم ، خصوصا من الأطفال ، فهاله مما رأى ، هكذا دفعته انسانيته وحركت فضوله للسؤال عن السبب ، فهذا الرجل ، رجل علم وبحوث ، وليس سياسيا ، لكنه ليس متبلد المشاعر كسياسينا الذي أهمل صُلب عمله ، ولا يمتلك أي مهارة أو مَلَكة سوى أساليب النهب ! ، فعرف أن السبب ملايين الألغام التي زرعها نظام (الخمير الحمر Khmer Rouges) الدموي الذي كان يرأسه الدكتاتور (بول بوت) في السبعينيات ، ومن مخلفات الحرب بما فيها القنابل غير المنفلقة ، وأن هذه الألغام حصدت من الارواح ايضا ما حصدت ، خصوصا القرويون الذين يعيشون في تماس مباشر مع هذه الألغام ، والتي تشكل 40% من مساحة البلد !.

فعاد الى بلده متعجبا من أهمال المجتمع الدولي لهذا الخطر الكبير ، فقرر أن يعمل شيئا لمساعدة هذا البلد ، فقرر أن يغير هذا (المُنكر) بيده لا بلسانه ولا بقلبه ! ، بسبب يأسه من (رحمة ) هذا المجتمع الدولي ، فتوجه الى مختبره ومرسمه لتصميم آلية ثقيلة لتفجير هذه الألغام والنجاة من شرّها ، وهو يرى أدوات بدائية وبطيئة للغاية في الكشف عنها ونزعها وتفجيرها ، وما يرافق ذلك من خطورة على الشخص المنقب عنها ، والذي غالبا ما يكون من المتطوعين .
قام بتصميم وصُنع آلية ، هي عبارة عن حفّار بذراع طويل ينتهي بأسطوانة عرضية مليئة بالأسنان التي تشبه الأزاميل وتدور بسرعة لنزع وتفجير الألغام في نفس الوقت ، وبماله الخاص ، اكرر ، بماله الخاص ! ، قام بشحنها الى كمبوديا ، وكان هو من يعمل عليها معتمرا خوذته البيضاء ، وقد نجحت هذه الآلية الى حد كبير ، لكن بعض الألغام كانت من القوة ، بحيث كسرت الأسطوانة ونزعت أسنانها .

أراد الرجل تطويرها ، لكن ماله نفذ ولم يعد يكفيه ، فتبرع له الكمبوديون ، ففكر في تحويل الأرض المليئة بالأدغال والألغام ، الى أرض صالحة للزراعة ، فصنع آلية مدرعة ذات اسطوانة وأسنان بسبيكة معدنية هو مَن طورها ، تقاوم أشد الأنفجارات يحملها ذراع أمامها ، ووضع في الخلف محراثا ، أي أنها تفجر للألغام وتنزع الأدغال لكشف وجه التربة ، ومحراث ومَبذرة للبذور في نفس الوقت ! ، ولا تزال تعمل وقد نجحت في اكتساح مئات الآلاف من الألغام بوقت قياسي ، هكذا تحولت لعنة هذه الارض الخطرة الى سلام أخضر !.

رجل واحد ، ربما كان بوذيّا أو وثنيا ، أو بلا ديانة ، كان مختبرا ومعملا وباحثا بحد ذاته وبغاية الأبداع ! ، قطعا الخلل ليس في الدين ، بل على العكس ، فلدينا من التراث الأنساني الذي جاء به ديننا الحنيف ، من أحترام للحياة ، والتعامل اللين ، والتسامح ، والتكافل ، والعلم ، والرقي الانساني الى أقصى الدرجات ، ما يحسدنا العالم عليه ، الا أنها بقيت حبيسة الكتب ! ، ولكن الخلل في من سُمّى بأسم هذا الدين ، قال تعالى في سورة (البقرة) (مَثَل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يَحملوها ، كمثل الحمار يحمِلُ أسفارا) ، فما أبلغ هذه الآية ، وأنا أراها تنطبق على الكثير ، ولكن بأستبدال (التوراة) في الآية الى القرآن ، (والأسفار) الى سُوَرْ !. 

رجل واحد ، قام بأحداث هذا الفرق الهائل ، ونحن نتعرض للأبادة بشكل لا يُقارَن مع الكمبوديين ، فأين نحن من فقراء كمبوديا ؟ فهم مَن تبرّع له بالمال ، على عكسنا ، فلو زار العراق فلن يستطيع التجول بمفرده ، وسننظر اليه على أنه بقرة حلوب ، وسيتعرّض للمساومة (لأخذ المقسوم) أو الأختطاف لأجل الفدية ! ، بل من المؤكّد أنه سيُقاضى عشائريا لأنه تجاوز على أراضيهم المحرمة عليهم أصلا بسبب امتلائها بالالغام التي أفرزتها الحروب الكثيرة ، وٳن كانت أراضٍ مهملة تتبرّز فيها بنات آوى ! ، فقراء كمبوديا على الأقل لديهم حس بالمواطنة وأحترام القانون والعمل لأجل الصالح العام الغائب عن بالنا ، فتفوقوا أشواطا على عقلياتنا !، وقد خلت كل وزاراتنا بل دولتنا بأكملها من شخص يملك معشار ضمير وأبداع وأمانة هذا الرجل ! ، كان المال لدينا  وفيرا ، لكنه ضاع مع ضياع الضمير ، بربكم ، هل ملأ هذا الرجل الدنيا بخطابات سياسية أم دينية لا نفع منها الا المتاجرة ، كسياسيينا ؟ ، لا ، لم يفعل ، لقد فعل دون قول ، وبعيدا كل البعد عن الأضواء ، فهل هنالك وجه مقارنة بين خوذة هذا الرجل ، وجميع عمائم وأفندية العملية السياسية ؟! ، فعدوّنا المتأسلم ، يصنع الموتُ لنا دائبا ، وليس ازاؤه ، رجل واحد في كل الدولة العراقية ، يصنع الحياة ، كالسيد (كيوشي أميميا) ! .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44569
Total : 101