يا صرخة الأشلاءِ من آلامها!!
زُهِقَ الزمان ُ وناحتِ الأقدارُ
وتعثرتْ برؤوسها الأفكارُ
وطغتْ على أممٍ مساوؤها التي
تشانأتْ فتولّها الغدّارُ
واسْتوجَبَتْ وجعا على وَجعٍ أتى
فتداهَمتْ أوضاعَها الأشرارُ
يا ويلها من جهلها وضلالها
مِنْ دينها قد جاءتِ الأخطارُ
دينٌ قويمٌ صالحٌ برفوفها
وعقولها يعثو بها السّجّارُ
فهَوتْ لمُرعبةٍ وما نهضتْ إلى
أفقٍ تُعزّزهُ الرؤى الأنوارُ
ظلماءُ موحِشةٌ كأنّ بها العِدى
أسْيادُها, والفائزُ الأوطارُ
يا صرخةَ الأشلاءِ من آلامها
ضبَحَتْ فهاجَ التُرْبُ والإعْصارُ
وتناثرتْ بُدعُ الزمانِ على النهى
فتمحّنتْ وتغيّبَ الإبْصارُ
وترنّحتْ أسسُ الفلاح مُهانةً
واسْتحكمَ الأوغادُ والأنكارُ
وتهاوَنتْ أممُ العلاءِ بعزّها
فتفتّتْ واسْتهوتِ اسْتعمارُ
فالدينُ ضدٌ فاعلٌ ومُدينها
واللهُ أكبرُ حاقها الإجزارُ
عربٌ إلى رُعبٍ وإرْعابٍ مَضتْ
تمشي الهوينا والأسى كرّارُ
قرأت مواضيَها بجهْلٍ عارمٍ
فتعوّقتْ وأعافها الإصدارُ
الناسُ حيرى والزمانُ مغاضبٌ
والأرضُ سكرى حفّها الإنذارُ
أوجاع جيلٍ غائبٍ عن يومهِ
فتكتْ بهِ الأجيالُ والأغرارُ
سيقتْ مَجاميعُ البراءةِ والتقى
ومَصيرُها الترويعُ والإهْدارُ
جُعِلتْ سوافلها بعلياء الربى
فتحاوطتْ آنامَها الأكدارُ
ماتَ الجميلُ وغابَ ودادٌ يُرتجى
فتماحقتْ وتعضّل الإيثارُ
وكبى مَقامُ وجودها فتهاوَنتْ
والهون عاداتٌ لها أسفارُ
مَضغتْ طعومَ الفاتكينَ بها وما
لفظتْ مرارتها فخابَ مَصارُ
يا ويلها من طامعٍ مُتربصٍ
قد ساقهُ الإغفالُ والإضْمارُ
فتعجّبي يا أمّةً وترنّحي
إنّ الردى سَعّارُه الإنكارُ
فالعقل يكتبُ حوله ما قد حوى
والنفس في مِرْآتِها الأفكارُ
د-صادق السامرائي