ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب تعليقا على آخر مقالاتك هنا وليس على المقال ذاته لانني اجد ان الغالبية العظمى من الكتاب لاترد على التعليقات التي تستوجب الحوار والمناقشة لتحقيق غاية الفائدة من الكتابة والقراءة .
ورد النص الاتي في مقالك :- { هل تلك هي المرأة التي نصحنا الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، بالدعاء: "اللهم اجعلها بقرة في عيني" }
فهل تقصد ان هذا الدعاء من أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وآله ؟
واذا كان ألأمر كذلك فمن اين لك هذا ؟
دعنا نتحاور بحرية صادقة ..هل يعقل ان الذي أكرمه الله تبارك وتعالى باعظم ألخُلق يسأل الله جعل المرأة في عينه بهذا الشكل ألمهين ؟ وهو الذي علمنا ما أمره الخالق من أكرام المرأة وحفظها في المكانة التي تليق بمزرعة الخير والفضيلة ؟!
و أية مزرعة مباركة ؟؟
وقبلها في مقال آخر عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رض الله عنه ذكرت انه { كان عمر.. رضي الله عنه، يغسل ثوبه ويظل في كوخ بسيط، يدير منه الخلافة، ريثما يجف }
من يصدق ان أمير المؤمنين عمر كان لا يملك أكثر من ثوب واحد ؟
كيف كان سيتصرف لو واجهته قضية خصومة عاجلة يتقرر فيها مصير حياة الرعية وارزاقهم ؟
هل كان سيصرفهم ريثما يجف قميصه ؟ نا هيك عن شؤون مصيرية أخرى .
لو ذكرتَ انه لم يملك سوى ثوبين لكان الامر معقولا .
أنا ، وعذرا ، لا أتهمك بوضع هذه ألأمور ...ومؤكدا انك جئت بها من هذا الذي يسمى أرثا تاريخيا أو تراثا .
تذكر كتب ألتراث ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه واكرم مثواه كان يفترش التراب لذلك سماه المصطفى صلى الله عليه وآله بزعم الكتب بـ { أبو تراب } .
نعم كان علي زاهدا في الدنيا وهذا لا يعني انه لم يمتلك قطعة حصير يفترشها بدل ان يوسخ ثيابه وهو الذي كان القدوة في كل شي بعد النبي .
وتذكر هذه الكتب ايضا عن النبي الكريم انه كان يشد الحجر على بطنه من شدة الجوع اذ لم يكن يملك ما يسد به رمقه في أحيان كثيرة .
هكذا كان يتصرف الذي أغناه الله ... بحسب كتب التراث التي بين ايدينا أيضا .
لم يكن النبي محمد فقيرا ، بل أختار طريق الزهد كما اراد له الله والزهد لا يعني ان يبيت الانسان على لحم بطنه .
لعلك تعلم ، سيدي القاضي الفاضل ، ان كتب التراث التي بين ايدينا أغفلت هذا الجانب المالي في حياة النبي وبيته لغايات في نفوس واضعيها .
في سنين غابرات كنت أتحرى عن مواضيع مهمة في كتب التراث واقارن بين طبعات لكتب معينة قبل خمسينات القرن الماضي وبين التي بعدها وتحديدا الستينات فوجدت العجب العجاب في كل مقارنة من المواضيع التي تحريت عنها .
أرجو ان لا تكون قد زعلت مني واصدرت عليً حكما قضائيا غير قابل للتمييز .
هذا ما لدي من علم متواضع ... وفوق كل ذي علم عليم .
أحتراماتي لجنابك .
مقالات اخرى للكاتب