سألني سائق التكسي اليوم عن مبرر وجود احدى السيطرات وهي لم تفتشه يوماً او تعترض طريقه ، لكنه استدرك قائلاً : يمعود كلهه كلاوات !
ثم أضاف متحدثاً عن الشارع الذي تم اكساءه مؤخراً " الله يقبل مليارات على شارع ما يسواله فلس ، وغركان فوكَاهه "
نعم يا صديقي سائق التكسي، انه زمن الكلاوات .
كلاوجية اليوم لم يتركوا مكاناً إلا ودنسوه ، وكما يقول المصريون [ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاكَة] .
لكن أصعب تلك الكلاوات قطعاً هي تلك التي يحاول البعض تمريرها على الله ، أو تمريرها على الناس تحت جنح الله !
روى لي صديق في المانيا ان العوائل هناك تتخلص من المواد والسلع التي لا تحتاجها فتضعها امام الشقة او المنزل ليقوم بجمعها بعد ذلك من يحتاجها او من يعمل في ذلك المجال ، فذكر ان العائلة هناك عندما تضع تلفزيوناً عاطلاً فإنها تقطع شوكة التشغيل من السلك الكهربائي ، واذا لم تقطعها فهذا يعني ان الجهاز يعمل بشكل طبيعي ، لذلك فلا يحتاج هؤلاء لفحص الجهاز ابداً ، لأن هذه الإشارة كافية تماماً !
وجدت صديقي متذمراً قبل أيام بسبب ان البائع قام بغشه بصورة غريبة ، فبعد ان اشترى منه "زوري" ، وهو نوع من السمك ، لكنه تفاجئ في البيت ان البائع وضع له "بُني" مُقشر ومزال عنه الصدف بعد ان غطى ما يعرضه من الأسماك بكمية من الزوري !!
الكلاوجية تسللوا الى اهم مفاصل الدولة "ليعبعبوا" فيها ، وليقدموا للناس أغرب الكلاوات ، فيسرقوا بواسطتها مليارات الدولارات ثم يبيعوا لنا سمكاً مقشراً .
يرتقي رجل الدين منبره ليشبعنا بكلاواته التي تتحدث عن الأخلاق والوحدة الإسلامية ، او ذلك الذي يتحدث عن الحقوق وأموال اليتيم ، ليقابله السياسي بكلاوات ابشع وأغرب .
حتى من يتحدث عن الوطن وعن هموم الناس صار كلاوجياً ايضاً ، فيتحدث عن شعارات هي الواقع كلاوات مستهلكة .
هل هناك ابشع من كلاو جهاز الأريل ابو الزاهي ؟
أو كلاو قمة بغداد ؟
أو كلاو بغداد عاصمة الثقافة العربية ؟
أو كلاو مقترح العراق لحل الأزمة السورية ؟
أو أن يعرض العراق خبرته في مكافحة الإرهاب للدول التي تحتاجه ؟
أو تتسبب صخرة بسد مجاري العراق من بعشيقة حتى ام قصر ؟