العقيدة أهم ما يمتلكه الإنسان, لأنها تنعكس على أخلاقه وسلوكياته, وبالتالي ترسم سمات المجتمع الذي يعيش فيه, لذا اشتدت الحاجة إلى تصفيتها من الشبهات، التي يثيرها المنحرفون، ويشجع عليه المستعمرون.
زيارة القبور؛ من المفردات التي نادت بها التعاليم السماوية، كونها منسجمة مع الفطرة الإنسانية, ومتحدة مع الأهداف الأخروية.
لا نريد استعراض كلمات الفلاسفة والمتكلمين؛ بخصوص إثبات أهمية هذه الشعيرة وشرعيتها, ولكن قليلا من التأمل المجرد عن تلكم الأدلة، يقودنا إلى ضرورتها وحسنها.
هي من جهة تعبر عن الفطرة البشرية، في التواصل مع الأهل والأحبة, الذين فقدناهم ولهم حق علينا, فاقل الوفاء الوقوف الى قبورهم، واستذكار ماضيهم، فالوفاء إلى المحسنين من فطرة الله التي فطر الناس عليها, لذا تجدها مشتركة بين جميع البشر، المتدين منهم وغيره, فهي قيمة يستشعر الإنسان عظمتها حتى عند البهائم, ومن جهة أخرى فان زيارة القبور لها فوائد دينية جمة, أهمها التنبه من الغفلة, وعدم الاستغراق في الأمور الدنيوية, فهي تعزز حالة الزهد، وقصر الأمل في نفس الإنسان, وذلك من أهم الأمور التي تساعد في صلاح الإنسان, وعدم استغراقه في الشهوات والماديات،والمتدين يعلم أن القبر بوابة الدنيا على الآخرة, وهو أولى المنازل في مسيرة الإنسان نحو الآخرة.
المسلمون جميعا؛ يدركون بسلامة فطرتهم, وبعقائدهم على اختلافها, أهمية زيارة قبور الأولياء والصالحين، على دنيا الناس ودينهم, فالبركة واستجابة الدعاء، وحب الفضائل التي كان الأولياء يتميزون بها, والاقتداء بهم، كل تلك من الآثار الطيبة, ولا يشذ عن إجماع المسلمين الا تلك الفئة الضالة, التي مافتئت تصيب الإسلام والمسلمين، من سهام جهلها وانحرافها, واعني الفرقة الوهابية الضالة, التي تتسم أكثر سلوكياتها وعقائدها بالبداوة والخشونة, والبعد عن روح الإسلام المحمدي الرحيم.
إن تزايد زيارة أهل السنة لمرقد أبي حنيفة النعمان، لهو مؤشر جيد على استعادتهم لمذهبهم, الذي أسرته الأفكار الوهابية، الرافضة لزيارة القبور, والمشجعة على هدمها ومساواتها بالأرض, أملنا أن ينعكس رفضهم العملي هذا، الى مزيد من فضح الأفكار الوهابية, المتغلغلة في صفوف كثير من أهل السنة, وإظهار العقائد السنية، التي ترفض كل حماقات الوهابية وتكفيرياتهم
مقالات اخرى للكاتب