موضوع ما يسمى بالمصالحة وغيرها من المصطلحات لاتجد صداها الا في عقول السياسيين ليس غير لان المجتمع العراقي واحد من شماله الى جنوبه ومن شرقه الا غربه ومنذ ان وضع حمورابي مسلته القانونية في بابل وبعدها تشكلت التجمعات البشرية وانتظمت في مدن واحياء وامتهنوا الزراعة على ضفاف الرافدين مكتفين ذاتيا من الخير الوفير وعاشوا لالاف السنين سعداء دون موازنة لاتكفي وفساد اداري وشح الخدمات ومسؤول يسرق وانخفاض اسعار النفط او (خرط السوق) وارتفع الدولار وحصة تموينية لاتشبع بطون اسر تعدت افرادها العشرة او يزيد محشورين في شقق كالسردين منهم من ينام واقفا ولم نقرأ اونطلع على ان العراقيين كانوا طائفيين بل كانت علاقات الجوار والزيجة والتعاون والتكاتف هي السمة التي كانت تميزهم دون ان يعرف الزوج من اية طائفة او قومية او مذهب شريكة حياته وحتى لو عرف فكانت هي مصدر اعتزاز لبناء مجتمع نواتها العائلة وعنوانها اننا عراقيون ليس غير …وحتى الانتماء العشائري كان هو الاخر لتعزيز الوحدة والوطنية وليس لاستقواء فلان من العشيرة (س) على علان من قبيلة اخرى وخير دليل ذلك التلاحم الرجولي في مواجهة عشائر العراق في الرميثة ضد الاستعماري البريطاني وتلك الصورة من فسيفساء العشائر وهي تحقق النصر وترفع رايات عشائرهم ولكن الراية الكبيرة والخيمة الواسعة التي كانت تضمهم هو العراق اولا واخيرا ..ابناء ديالى وهم يهزجون (ثلثين الطك لاهل ديالى ) كان تجد صداه عند ابناء الرميثة والرارنجية وهم يلقنون المستعمر البريطاني مر الهوان مرددين (الطوب احسن لو مكواري ).. اين هذه الروح والتي الوطن الان بحاجة اليها في محنته ضد عدو ارهابي بغيض لايقل خطورة عن الاحتلال الاجنبي بكل مسمياته .. كيف يدعي البعض انه سياسي او شيخ او غير ذلك من المسميات ومدنه احتلت من داعش ومواطنيه مشردون نازحون جائعون في ظل ظروف معيشية تسوء يوماً بعد اخر اطفال فتحوا اعينهم ليروا واقعا مريرا حرمهم من ابسط حقوقهم وهو حق التعليم واكسبهم عادات وتقاليد غريبة وزج بهم في اعمال شاقة لاتتناسب مع اعمارهم دون كل اطفال العالم وانحدار الاطفال غير الطبيعي هو امر بالغ الخطورة ويسير بهم نحو ظواهر اجتماعية مشينة.
اين منظمات المجتمع المدني من احتواء هذه الطبقة الفقيرة وتوجيهها توجيها صحيحا للحفاظ على المجتمع من الهاوية . في الوقت الذي يتنقل سياسيو الصدفة رسميون وبرلمانيون بمواكب وحمايات وسيارات مظللة بالدفع الرباعي في مدن كردستان ومنهم من يقضي ليال حمر في ملاهي وفنادق بيروت ولندن دون ان يرف له جفن عند مشاهدته امرأة نازحة تذرف الدموع وهي تسرد كيف اغتصبت وتم بيعها في سوق الرقيق من قبل داعش ومعظم هؤلاء السياسيين وبعد ان انتهت الانتخابات واعلنت النتائج وكان هذا البعض من الذين تسنموا موقعا برلمانيا لم يحضر الى جلسات البرلمان الا القليل ومنهم تعدت غياباته عشرات الجلسات دون مساءلته عن المبررات بل يكتفي بالتصاريح الصحفية من خلال الفضائيات ينظـّر ويخطط ويضع حلولا لكل المشاكل على الهواء فقط !! من مكان وجوده يعني منهم وكما قال احد البغداديين معلقا (يمعودين الجماعة يجون ايفاد الى بغداد)!! مع ان الوطن يمر في ظروف حرجة اقتصاديا وامنيا في مواجهة وطرد الدواعش من مدنه واخماد الفتنة الطائفية التي تحاول جهات مشبوه معروفة النوايا المغرضة اشعالها ..
اليس من المفترض ان تتكاتف القوى السياسية من اجل اخراج العراق من هذه المحن التي تهدد استقلاله وثرواته وشعبه وامنه الداخلي بدلا من فعاليات اعلامية وبيانات ما بين الكتل كل يتهم الاخر بالعمالة لهذه الدولة او تلك والعراقيون الغيارى ينزفون دماء زكية في قواطع العمليات العسكرية من اجل تحرير تربة الوطن من الارهابيين .
اليس من المعيب ان نطلب معونة دولية او اممية او قوات القبعات الزرق لاستباب الامن في مدننا وهؤلاء السياسيين لو يصل معظمهم الى تلك المدن والاقضية والقصبات منذ انتخابهم ليكون قريبا من نبض الشارع واحوال البشر بدلا من تركهم في مهب الريح التي تعصف بهم من كل الجهات !!
مقالات اخرى للكاتب