لاشك أن النصر الذي حققه رجال قواتنا المسلحة الأبطال الذين أخرجوا الدواعش من مدينة الرمادي أهم معاقلهم في العراق الذي حصنوه بكل ما لديهم من وسائل دفاع وهجوم التي ما عرف تاريخ الحروب مثيل لها، تلك هي السيارات المصفحة الملغومة بعشرات الأطنان من المواد شديدة الانفجار.
فعلاوة على ما كان لهذا النصر من وضع حميد في نفوس أولئك الرجال الذين حققوه فإنه بعث بارقة أمل في نفوس منكسرة تملكها اليأس نتيجة ذلك الحقن الاعلامي الذي تتبارى بعض الفضائيات في حقنه في نفوس أبناء الشعب على لسان خبراء في الأمور العسكرية والاقتصادية والمالية يجلسون في صالونات مكيفة قيافة بعضهم مفرطة. يقللون من قيمة هذا النصر المجيد يقيسون ما حرر من المدينة بالأشبار والأمتار وما بقي منها بالكيلو مترات المربعة ولا يلقون بالتحية ويشيدون ويشدون على أيدي أولئك الرجال المثقلة أجسامهم بتلك البدلات العسكرية والسلاح الثقيل وفي نفوسهم توجس من قناص يترصدهم من فوق أسطح تلك البيوت التي حرورها عقيدته يقتل أو يُقتل.
إن أمامنا كمواطنين أملا أن نعود إلى الحياة التي يحياها آخرون من شعوب العالم ولن يتحقق هذا الأمل إلا أن تتوحد ويؤدي كل منا ما يفرضه عليه الواجب لقاء مالنا من حقوق وإن ضاع أغلبها وتلك مقدرات الشعوب.
إنها فرصة عظيمة أمام أولئك الذين لديهم مال حلال أو حرام ومن هو طليق اللسان أن يوصف تلك الموجودات ومعهم أصحاب الخبرات أن ينطلق إلى المكان الذي بنت من أرضها ويقدم ما وسعه أن يقدم ولو كان شق تمرة بالتعاون مع إدارات الدولة لكي لا يذهب جهده وماله في غير مكانه ولعل أقل ما يتطلبه المواطن بناء مدرسة أو مستوصف أو المساهمة في إعادة إعمارها على أن يكون له إشراف مباشر على ما ينفقه لكي لا تتناوله الألسن المثبطة.
فإن كانت المصارف (البنوك) الأهلية حوضاً لغسيل الأموال الحرام فلتكن تلك الأعمال هي حوض فردوس الذي وعد الله به عباده الصالحين والعمل الصالح يجعل صاحبه من عباد الله.
وعلى الذين يملكون قدرات أخرى ولاسيما رؤساء العشائر أن تكون وحدتهم لم انخراط مع هؤلاء المجرمين كما وصفوا بالمغررين أن يجدوا لهم مأوى لاستنابهم إن ألقوا سلاحهم وتابوا وذلك برضا وإشراف مباشر من جهة رسمية تكلف بقرار لهذا الواجب. لأنه بالقدرة النشوة التي تملكت نفوس المنتصرين بل أعظم منها يأس تملك نفوس الداعشين لا سيما من وصفوا بالمغررين. وإن الإسراع في تشريع قانون العفو العام بشروطه التي تؤمن الحق للشخص والأفضل أن يكون قبل معركة الموصل لأن الأخبار تتوارى من انشقاقات داخل صفوفهم فيجب استثمار ذلك من أجل نصر جديد في الفلوجة والموصل وباقي المدن التي لا يزال أهلها تسقيهم داعش الذل بكل مصائبه وأبعاده.
مقالات اخرى للكاتب