Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الحياة الروحية في القرآن الكريم ... رزق المتقين..بقلم/ خلدون طارق
الأربعاء, آذار 26, 2014

 

 

 

 

 

 

 

للأسف عندما نتكلم في المسائل الروحية التي وردت في القرآن الكريم يعلّق البعض في القول بأنّ نصيب الحياة الروحية خاصٌ بفئة من الناس دون غيرهم, وأنّ ما يتعلق بالحياة الروحية في القرآن الكريم يخص تلك الفئة فقط ولا يجب نشره بين العوام من الناس, مع أنّ الله تعالى قال عن قرآنه بأنّه هدى وبيانٌ للناس, فلا فرق بين فئةٍ و أخرى, وأنّ جواهره منثورةٌ بين أيدي الناس جميعاً, ولكن العلة في الناس, فمن قصُرَ عن فهمه فلا يلومنّ إلا نفسه, ويجب ألا يقول أنّ الحياة الروحية فيه لا تخصني البتة .

 

إنّ الله تعالى يقول عن الرزق: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) سورة الطلاق,

ويظن الناس هنا أنّ الرزق يُقصد به الرزق المادي فقط, خاصةً وأنّها تتوسط آياتٍ عن الطلاق, حيث يقول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً{1} فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً{3} وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً{4}).

ولا أريد النقاش هنا عن الرزق المادي وعدم علاقته بمدلولات تلك السورة, لأنّ السورة لم تتحدث مَثَلاً عن صداق المرأة ومتاعها وغير ذلك لنربط بين الرزق المادي وبين تلك الآية, حيث قد يضيق على بعض الأزواج دفع صداق المرأة أو متاعها, وعلى أي حال لننتقل إلى تفسير رزق المتقين, ولكن علينا أن نعرف أولاً من هم المتقون ؟ فقد ورد في القرآن الكريم صفات كثيرة للمتقين, ولكن الله تعالى عرف المتقين تعريفاً كاملاً في سورة البقرةِ في آيةِ البرِّ, والتعريف الكامل لهم جاء لأنها انتهت بالإشارة بــ (أولئك) وتلاها بالتأكيد (هم), إذ يقول الله تعالى:

{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177

فالمتقي هو من :

يؤمن بالله.

يؤمن باليوم الآخر.

يؤمن بالملائكة .

ويؤمن بالكتاب .

يؤمن بالأنبياء .

يُنفقُ ماله على الفقراء من الناس بالأصناف الموضحة في الآية .... انتبهوا لهذه الميزة .

إقامة الصلاة.

إيتاء الزكاة .

إيفاء بالعهد .

الصبر في السراء والضراء

 

إذاً إن من صفات المتقين الإنفاق على الفقراء من الناس, ولم يحدد الله تعالى الإنفاق هنا على المتقي الغني أم الفقير بل أطلق اللفظ, والإطلاق يفيد العموم كما تعرفون, فهل يهتم المتقي إذا بالمال كما يفهمه بعض الناس في قوله تعالى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)

ولن أفصِّل في الموضوع وأقول كذا وكذا ولكن تعالوا لنعرف ماذا أعدّ الله تعالى للمتقين بحسب القرآن الكريم:

1 - { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ } محمد35

2 - { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ } محمد15

ولكن انظروا إلى المتقين عندما ينالون نصيبهم من نعيم الجنة ماذا يقولون ؟

يقول الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة25.

ولكن لاحظوا أيها السيدات والسادة أمراً مهما أنّ المتقي لن يُرزَقَ أنواعاً من اللبن و الخمر لا تشابه أنواع الخمر واللبن في الدنيا كما يزعم السطحيون, إذ أنّ الله تعالى يقول: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ........) , وركزوا على كلمة (مَثَلُ) أي أنّها أمثالٌ تُضرب للتقريب كما قال الله تعالى عن الدنيا: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24, فهل الدنيا التي نراها الآن هي عبارة عن نوع من الماء اختلط بنبات الأرض وغيرها طبعا لا ؟

وفوق ذلك كله لو أنّ الرزق في الجنة الذي عرفه المتقون هو نفسه في الأرض أو يشابهه لأن ثمرات الدنيا يتشارك بها البر والفاجر والكافر والمؤمن, ولاحظوا ماذا قالوا رُزِقْنا, (نا) ضمير المتكلم أي أنّه رِزْقُهُمْ, وليس رزقُ الباقي من الناس الذين عصوا الله تعالى .

إنّ رزق المتقي هو الجنةُ الروحية التي يتمتع بها المتقي في هذه الدنيا لقوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }الرحمن46, جنة في الدنيا وجنةٌ في الآخرة وجنةٌ الدنيا لا يدري بنعيمها ولا يرزق برزقها إلا المتقون فقد قال أحدُ الأولياء: (لو عرف ملوك الدنيا ما نحن عليه من لذة لجالدونا عليها بسيوفهم), إنّ رزق المتقي هو التنعمات الإلهية والتجليات الإلهية على قلبه الصغير, فيكبر بتلك التجليات ويرتقي إلى الأعلى بفضل من الله ورضوانا شيئا فشيئا فالمؤمن والمسلم هو من يُحرق نفسه ولَذّاته بنارِ المحبة الإلهية ويقتل نفسهُ ويصبح كخرقةِ الصوفِ يقلّبها الله تعالى حيث يشاء, وبعد هذا القتل تأتي التأييدات السماوية للعبد الفقير المقتول في سبيله وترفعه وترفع علمه وشأنه ومقداره, وفيه قال الله تعالى: (مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ), فعلى المتقي أن يُخرج شطأ روح إيمانه, وعندها ستتنزل التأييدات الإلهية ويكون قلبُ المؤمنُ حاله كحال المحطة التي تتلقى الوحي, يقول الله تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105, إنَّ المتقي يحيى في الدنيا حياة غير حياة باقي الناس, فالمتقي من تلفظه الأرض, أي الأفكار الأرضية ولا يبالي, لأنه ليس من أهل الدنيا ولكنه يحيى في غير هذه الدنيا التي نعيشها, ويُرزق من رزق الجنة الأخروية في حياته وفي برزخه وفي معاده, لأنّ الإيمان هو الماء والأعمال الصالحة كالشجر, لذا قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة25 , فالإيمان هو الشجر الذي سيتجسد لنا في الآخرة على هيئة شجر, والماء هو الأعمال الصالحة التي تتجسد بصورة ماء إذ لولا الماء لماتت الأشجار وما فائدة الماء إن لم يسقِ الشجر؟ ولذا فإن المتقي لن يموت أبداً لأن الله تعالى قال: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169, وقال أيضاً عن الكافرين: ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ{20} أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{21}) (النحل), فمن يقتل نفسه في سبيل الله قتلاً روحانيا أو قتلاً مادياً يظل يُرزَق من النعيم الأخروي في حياته وفي برزخه وفي معاده لأنه يحيى حياةً روحانيةً زادهُ فيها الزادُ الروحانيُّ الذي لا ينقطعُ, فقال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء{24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{25 , فشجرة الإيمان تؤتي أُكُلَها كلّ حين في هذه الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة, أمّا من طغى وآثر الحياة الدنيا, فإنّ جحيم الدنيا والآخرة فهي له المأوى فيقول عنهم: (ومَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ{26} ) ) هذه الشجرة ليس لها ثمار, وليس لها قرارٌ, فطلعها كطلع الشياطين لا تسمن ولا تغني من جوع, فمن لم يذق طعم العرفان فقد مات في هذه الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة, فثمارها لا تؤتي أكُلَها كل حينٍ كما تؤتِي الشجرة الطيبة, لذا فإنَّ المتقي هو المقتول في سبيل الله تعالى الذي يرزق من عند الله تعالى الرزق الحسن, ومن رزق المتقين في الدنيا هو التكليم الالهي له والمخاطبة الإلهية, فهي اللذة العظيمة واللذة غير المتناهية التي لا يشبع منها البتة, فمن جامع أجمل امراة لشبع منها بعد حين, ولكن من تلذذ بطعم المخاطبة الإلهية لم يشبع ولم يرتوِ, يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }فصلت30, ويقول أيضاً: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27 .
إننا ندعوا الله تعالى في كل صلاة أن يُنعم عينا فنقول: (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7}), ويا ليتنا نعلم من أنعم عليهم حيث بينهم الله تعالى في قوله: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69, إنّ المنعَمُ عليهم هم الأنبياء والصدّيقين والشهداء ومن نالوا نعيم المخاطبةِ الإلهيةِ ورزقوا برزقِ اللذةِ الكلاميةِ.

 

 

اقرأ ايضاً

تعليقات
#1
ابو عمار
27/03/2014 - 01:19
شكر
بارك الله بعلمك ونفعنا به ..
 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38108
Total : 100