يوم أمس وانا اقلب في قنوات التلفاز أوقفني لقاء على قناة العراقية الفضائية وكان اسم البرنامج ساعة أنتخابية وضيوف الحلقة هم كل من الفريق الركن نجيب الصالحي الضابط السابق والسياسي المعروف والضيف الثاني هو الدكتور موفق الربيعي مستشار الامن القومي السابق.
أن ما أستوقفني في الحوار هو درجات التفاوت الكبيرة مابين الشخصية الواثقة والمتيقنة من عملها المهني المستقبلي من دون ان يعطي اي وعود غير صادقة وغير قادر على الايفاء بها لانها ليست من ضمن اختصاصه وهذا ماشاهدته على شخصية الصالحي ومابين الشخصية المهزوزة والمتقلبة والمتقافزة والغير واثقة من أن يحصل على صوت واحد بعد صوته.
ومن خلال حديث الربيعي أستوفني مصطلح الا وهو بروفسور بالامن القومي من امريكا والمعروف عنه هو طبيب أطفال ولا أعلم مالربط مابين الطب والامن القومي ؟؟ وتحدث ايضا عن مشروع التحالف الوطني وأنه مشروع متكامل وكأنه يتحدث عن تحالف حديث الترشح في الانتخابات وليس هو هذا التحالف الذي جثم على صدور العراقيين أكثر من عشر سنوات تحت أمن معدوم وفساد مستشري وطائفية مقيتة ومجازر بحق ابناء الشعب وغيرها من تصرفات غير مسؤولة لمجموعة أبسط مايطلق مسمى عليها هو رعاع وكان يتحدث عن أنجازات التحالف بحيث استوقفني حديثه للحظة وذهبت في عالم الخيال وشعرت بأنني مواطن أوربي او اماراتي خليجي او ماشابه ذلك ولا كأنني عراقي وعشت واقع هذا التحالف الفاشل . وكان يتحدث بكل ثقة بحيث وصل به الحال يتكلم عن نفسه بطريقة سمجة ويقول انا لا اريد ان اعرف المواطن بي فهو يعرفني ويعرف انجازاتي وسرد كل سيرته الذاتية وفي الاخير قال لا اريد ان اتكلم عن نفسي !! وكانت طريقته في استعراض البطاقة التعريفية به طريقة مبتذلة فقد وجهها اكثر من خمس مرات بوجه الشاشة وكأن المشاهد لايعلم من هذا الامعة ولم يكتفي من هذا بل قام بأسناد بطاقته التعريفية بكأس الماء الموجود على المنضدة فالى اي مستوى قد وصل به هذا الرجل من تندي أخلاقي وثقة مهزوزة ؟؟ وأستمر في الحديث عن انجازاته السابقة .. طيب عن اي انجازات تتحدث وانت الذي خرج في عام 2008 بوابل من الاحذية والشحاطات عند حضورك مجلس عزاء في منطقة الشعلة ولولا جواد البولاني لكانت اثار الاسلحة الطائرة مازالت تتوشم جبينك فعن اي انجازات تتحدث.
من جانب اخر رأيت الثقة المطلقة والموقف القوي والشخصية القيادية من قبل الفريق الركن نجيب الصالحي وقد طرح رؤيته المستقبلية بتروي ومن دون اي مبالغة بل وضع النقاط على الحروف وأستدرج مفاصل الخلل الموجودة في المنظومة العسكرية وقد وضع أولوية الامن في مقدمة عمله المستقبلي وأوضح أن من دون الامن لايوجد أقتصاد واعمار في البلد فيجب تأمين الامن من خلال تطوير امكانيات الجيش ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعدم السماح بتقافز الرتب والمناصب على حساب المحسوبية والحزبية ودرجة التملق وتقبيل الاكتاف كما يجب تطوير المنظومة الاستخباراتية والتطوير المهني للضابط والجندي وتأمين الاسلحة والمعدات التي تليق بجيش كالجيش العراقي كما كان حديثه رغم أن البرنامج مهيأ للدعاية الانتخابية لكنني وجدته بعيدا عن التفاخر والانانية بل وجدت فيه نكران الذات الذي يتصف به كل قائد غيور على المصلحة العامة حيث انه وجه الناخبين الى أختيار الاصلح والاكفأ حتى لو لم يكن هو.
مقالات اخرى للكاتب