النفاق آفة الانسانية النفاق من الامراض الخطيرة التي تفتك بالمجتمعات وتسبب العاهات الاجتماعية والامراض المزمنة للأفراد في ذلك المجتمع , تكون اثار النفاق مدمرة في سرعة انتشاره وتحويل العلاقات الاجتماعية السليمة الى تنافر وتباغض وتصل الى التقاتل في ذروة الاصابة , لذلك غضب الله على المناقين فجعلهم في الدرك الاسفل من النار . وفي مجتمعنا نخلط كثيراً بين النفاق والفتنة , مع ان الاخيرة لا تقل خطورة عن الاولى فالفتنة اشد من القتل , وعلامات المنافق ثلاثة وصفها رسول الرحمة الانسانية محمد بن عبد الله (ص) بقوله " علامات المنافق ثلاث , اذا تحدث كذب , واذا اعود اخلف , واذا اؤتمن خان " وما ينطق عن الهوا ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى . كثيرٌ منا حين يسمع حديث الرسول يتمعن في اعادة قِرأت الثلاثة مواقع للنفاق خوفاً من التصاق احداهن به حين غفلة , ويدقق في كل مفردة من الحديث وهو يعيد شريط الذاكرة بصورة سريعة ليتأكد من انه غير مصاب , في عملية تشبه التحليل المختبري الذي نجريه لأجسامنا حينما نمرض , ولكن المختبر في هذه المرة هي النفس اللوامة . المنافقون المغرورون الاشقياء ترقد انفسهم اللوّامة في سبات عميق او تموت سريرياً , فتراهم سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد , فالشيطان يتخبطهم بأعمالهم فتحسبهم بمس من الجن , قد رضوا بالمهانة وسوَّدة وجوهّهم من سوء اعمالهم التي يمشون فيها في الارض مرحاً , واقرانهم معهم ليشعروا بالأمان فلا يستوحشوا طريق الضّلالة . تميز المنافقين بالتلون والخداع في اظهار خلاف ما يبطنون , وسرعة التأثير شأن الفايروسات الفتاكة التي لها القدرة على صناعة بيئة حاضنة لنفسها لتلحق اكبر ضرر في اجساد الخيرين , وهذا ما يساعدهم من اكل السحت نتيجة الانتشار على جراحات وهموم الناس وتهديد حياتهم بالخطر من اجل رشفة من دمامل تلك الجراحات الملتهبة بسببهم . المنافقون والمنافقات صنف واحد في إعلانهم الخير واستبطانهم الشرّ والمكر والخديعة من اعمالهم , وقد امرنا الله تعالى بمحاربة الكفار بالسيف والمنافقين باللسان والحجة واشدد على كلا الفريقين , ونثق بالله في كل أمورنا ونعتمد عليه في قضاء حوائجنا فانه يكفينا كل ما همّنا من امور الدنيا والاخرة , ان الله بصير رؤوف رحيم بعباده . ولنعلم ان المنافقين في أسفل منازل النار يوم القيامة خالدين فيها أبدًا , ولن تجد لهم ناصرًا يدفع عنهم سوء هذا المصير وهم الخارجون عن الإيمان بالله ورسوله , والذين لجُّوا واستمروا في النفاق يتسببون بالبلاء والشقاء بين العباد ويعيثون في الارض فساداً , مصيرهم الفضيحة و والقتل في الدنيا وعذاب القبر ثم يردون في الآخرة إلى عذاب عظيم .
مقالات اخرى للكاتب