1ـ الأغاني ليس لشكلها حافظ ، لكنها فولكلور الشعوب، تظل عالقة على أطراف الذاكرة والشفاه. في أغنية صديقة الملاية (يا صياد السمچ) طلبت من الصياد سمك البني. البني هو الأكثر شيوعا، لونه يمثل الوسطية، يشبه الشعب العراقي.

أغنية فيها نكهة السمك والسماك أيام ما قبل التغيير؛ عندما كان المجتمع واحداً مع تفاوت، البدوي والحضري واختفاء الريفي.

لكن، هذه الحكومة هي الريفية، خبطت الصافي على السمك والسماك، بين مفهومي البداوة والحضارة التي آخت بينهما المغنية بصوتها الذي أذاب حدود مصطلحات ومفاهيم الانثروبولوجيا وأطربنا.

2ـ يوصف لمن تجاوز الخمسين والستين اللحم الأبيض، كالسمك. اغلب هؤلاء يحبون السمك، لكن السمك لا يحبهم يكرههم. هذا حال الشعب العراقي والحكومة.

3ـ الصيد من أقدم الطرق للعيش في العالم ولا يتطلب صيادا ماهرا لنصب الشباك، فالصياد ليس عبقريا ولا ذكيا الى درجة معينة، بل السمكة غبية مع الأسف!.

4ـ من أفضل الأكلات التي يفضلها العراقيون هي السمك المسگوف على أبي نؤاس.(المسگوف) من السقف أو مخلفات السقيفة؛ بطيء النضوج، له أطعام مختلفة حسب نوعية الحطب، فهناك سمك المسگوف على حطب النارنج أو على حطب التفاح أو المشمش وهكذا…

 لكن، أبي نؤاس تحول من تجمعات سمكية الى تجمعات بشرية تتظاهر ضد سگاف الحكومة، حتى تحولت الجماهير الى مسگوف الشعب بحطب العبادي.

5ـ بعض الطوائف الدينية تحرم أنواع من السمك استنادا لفتاوى مرجعية. الى هذا المرجع نتوجه بالسؤال الجريء، قد يسأل لأول مرة: لماذا لا تذبح السمكة باتجاه القبلة مثل الدجاج والخراف والماعز؟. سكت المرجع!.

أجاب المواطن الحسچة: لأن (السمچة خايسه من رأسه) ولا تحتاج الى أي قبلة.

6ـ السمك أنواع في بلادنا لكن، له مشتركات موحدة وعمرها ما تحررت من هذه المشتركات: انها تصاد بنفس الشراك وتعيش بنفس الجداول، من الرخيص الى الغالي أو من الصغير الى الكبير أو حسب معرفة العراقيين من ألزوري الى الگطان، أما مستنقع البرلمان ففيه الحيتان!..

7ـ المواطن يكرر أخطاءه؛ ففي كل مرة ينتخب تشكيلة يعرفها أو لايعرفها.

عندما تسأل المواطن: ماذا انتخبت؟.

الجواب:(سمچ بالشط).

أيها المواطن،انتبه للمرة القادمة، أنت السمك الذي في الشط.

8ـ نصيحة سياسية شائعة في هذه الأيام السود لأصحاب الكروش، عليكم بتناول اللحم الأبيض في كل الأوقات، لأنه طيب القلب. هم بالتأكيد لا يقصرون ومع هذا صار الشعب مثل(السمچ مأكول مذموم). 9ـ بعض الملل الدينية في العراق تحرم أكل السمك في أيام معينة، لكن، الغالبية من العراقيين يحبون أكل السمك يوم الأربعاء، لأنه حسب معتقداتهم المحترمة؛ جالب للرزق!. من هذا خصصت الحكومة خطاباتها يوم الأربعاء وهي تبث للعراقيين أرزاقها الاكس باير مثلها.

10ـ قسم كبير من الناس لا يتناولون أنواعا من السمك التي ليس لجلدها فلس أو أسنان، استنادا الى فتاوى دينية. المحير، انهم يقدسون السياسي الواضع فكا اصطناعيا مستورداً يفترسهم به وجلده من الدولار..(مستاهلين).