لما ساءت احوال البلاد ، وتشتت العباد ، في حرب داعش و الخضراء ، قرر حطامة ابن الاغبر الرصافي البغدادي ان يبيع ماله و يصفي ما عليه ، و يترك الوطن خلف ظهره وينظر الى ما بين يديه ، فباع داره ، و قرر قراره ، و لملم ماله ، و ودع ابن عمه و ابن خاله ، و اشترى فيزا شنكل له و لزوجته المكروده بنت المظلوم ، و كان معه على الدرب ذاته رفيق دربه عوانة ابن الاشعث الكرخي البغدادي ، و قد احضر معه زوجته ايضا .
فركبوا الطائرة ، و مروا بها فوق عمان و القاهره ، حتى وصلوا السويد ، بلاد الخشب و الحديد ، فقد سمع ان بها ملكا لا يظلم عنده احد ، فنزلوا بارضها بعد ان مزقوا الجواز ، و قاربوا من المفاز ، فاعتقلتهم شرطة المطار ، لدخولهم البلاد هروبا في وضح النهار ، فاخذوهم الى ملك البلاد ، ليسالهم عن لجوئهم ، و سفرهم و دخولهم .
فلما سمع المالكي بقرارهم و فرارهم ، سأل وزير خارجيته المفتر بلاد الله هوشيار زيباري يطلب منه اعادتهم و قال له : يا هوشيار ، الستَ صديق ملكهم ؟ قال : اظنني كذلك ، فقال ابو اسراء : اذاً .. الى السويد !
كان حطامة و من معه قد دخل الى قصر ملك السويد ، فنظر اليهم وسالهم عما جاء بهم اليه ، قال حطامة : جئناك لاجئين من هول ما عانيناه من الظلم و العذاب !
فنط هوشيار و قال : ما يسمونه الظلم هو قمة الديمقراطيه و الفيدراليه في العراق ، قال ملك السويد : لماذا اخذتم فيزا الى هنا ؟ قال حطامه : لانك خوش ادمي و ابن حموله ، فنط هوشيار مجددا : اترى ايها الملك ؟ كلامهم كقوانة مشخوطة تلعلع ان اشتغلت على دي في دي ، فرد ملك السويد : لقد الزموني الحجه .. لا مناص من الاصغاء اليهم ، و لتظل كلسع ناط من مكانك !
فقال حطامة : ايها الملك ، كنا قوما ذوي طائفية ، نصك بعضنا بعضا وره السده .. نذبح بعضنا بعضا بيد داعش .. نفجر المفخخات و نقتل الاسرى .. نخطف الناس و نطلب دفاتر عليهم ، ضدنا دول الجوار ، و امريكا التي جائت من وراء البحار ، ياكل العنده ظهر منا الضعيف ، يتزوج منا داعش بجهاد المناكحه ، و يفتر ورانه ابو اسراء باربعه ارهاب ، يفيض علينا الفرات و يجف عندنا دجله ، نلزم سره على السيطرات ، و تختفي من بين ايدينا الحصه التموينيه ، تطفه علينا الكهرباء و ينقطع في الصيف الماء ، عندنا حنان الفتلاوي ام سبعه بسبعه ، و عبعوب زرق ورق ، و حارث الضاري ابو القاعده ومشعان الجبوري الما نعرفه ويامن ، فكنا على ذلك حتى جاءت الفيزا و بعث الله لنا طياره بوينغ .. الطياره التي ساوت بين السني الطافر و الشيعي المهاجر .. و سمعنا ان في السويد ملكا لا يظلم عنده احد .. ففررنا من المنطقة الخضراء و جماعة ما ننطيها .
فصاح هوشيار : انتم تفترون على الحكومة الكذب ، نحن لا نسكن المنطقة الخضراء لحجارتها و قبابها ، نحن نسكنها للكراسي الي بداخلها ، و التي تقربنا الى المليارات زلفى ، قال ملك السويد : ليس كل المواطنين يفهمون ما تفهم يا هوشيار ! و التفت الى حطامه و سال : و ماذا جئتم تطلبون هنا في السويد ؟
قال حطامة : جئنا نبحث عن حقوق الانسان و الحيوان ، نريد ان نكون اوادم مثلكم ، لا كل يوم مهجرين و شايلين جوالاتنه ، كما كنا منذ " طكة بوش " و حتى الان !
فالتفت الملك الى هوشيار و قال : هل خرست منطقتكم الخضراء يا هوشيار ؟ هل افحمتها الفيزا الشنكل ؟ فسكت هوشيار.
فقال حطامة : حياتنا كانت حياة الرمانة و العبوات ، و الكلاشنكوف و المفخخات ، و الكاتم و الصواريخ ، و الكاتيوشا و الراجمات ..
قال الملك : من علمكم كل هذه الاسماء ؟؟!
قال حطامة : حرب داعش و الخضراء يا مولاي .
فترجل الملك من كرسيه و وقف امام حطامة و كان بيده عصا ورثها عن جده ، فخط بها خطا على الارض و قال : ليس بين طيحان حظكم و طيحان حظنا في الحرب العالميه الثانيه اكثر من هذا الخط .. يا هوشيار.. و الله لن اسلم لكم هؤلاء بالبنك الدولي ، يا حطامة ، اذهبوا و عيشوا في ارضي بسلام لما تحصلون الجنسيه !
و بعد ان عاش حطامة و ربعه في السويد ، حلت الحرب العالمية الثالثه ، لان العراقي بومه حيثما كان ، فعادوا الى العراق و كانت حرب داعش و الخضراء لا تزال عالكه للستار ، فلما نزل حطامة في المطار ، وضع حقيبته و قبّل الارض ، و لما رفع راسه كانت الحقيبة قد سرقت ، فنظر يمينا و شمالا ثم قال :
رجعنه الطيحان الحظ !!