حلاوة المنصب الذي تشبث به المالكي لمدة ثماني اعوام عجاف , انتهت رغم الهستريا بالعناد والاصرار بعدم التنازل , ورغم التخبط باعمال الطائشة في انقلاب ارعن سرعان ما خنق في المهد , لكنه في الاخير اجبر على التنازل , تحت وطئة الضغوط الهائلة في الداخل والخارج , وكشف بانه يخوض معركة خاسرة , سرعان ما تنقلب ضده مع الحاشية المحيطة به , مع ذلك فانه ترك تركة وارث ثقيل ومرهق ومتعب ومضني , من المشاكل والازمات والمعوقات والتعقيدات الخطيرة . ترك العراق مهزوز ومضعضع , ومتشتت في الانقسام في نسيجه الوطني , الذي اصابته الاورام والامراض السرطانية والخبيثة , بعدما دخلت عليه الطائفية , وسلبت منه هويته العراقية , وتشبث بروح العداء والانتقام بالحقد الاعمى ضد الاخر . ترك العراق يئن من بشاعة المذابح والمجازر والقتل اليومي المجاني , التي اصابت . الشيعة والمسيح والايزيديين , وهم يقدمون خيرة شبابهم وشاباتهم الى مقاصل الموت وجز الاعناق من الوحوش البشرية داعش , وبأنهار من الدماء للموت الهمجي والوحشي , الذي فاق حدود العقل والمنطق , مثل مجازر قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين , التي طالت في المجزرتين المتتالية اكثر من 2500 طالب شيعي مجند , ومازال القتلة الجناة يسرحون ويمرحون , بعدما كشف عن اسمائهم وهوياتهم والعشائر التي ينتمون اليها , اضافة ان الموت ينتظر اكثر من 20 ألف مواطن شيعي في ناحية آمرلي , أما في الموصل فقد وقعت فاجعة والكارثة على المسيحيين , من الموت الجماعي وحمامات الدم , والتهجير القسري , حتى فرغت محافظة نينوى من اخر مسيحي يودعها بحزن مقتول ومفجوع , فقد هدمت الكنائس ومراقد الانبياء , ولم يبقى اثر للمناطق المسيحية , سوى اطلال مهدمة تنبح فيها الكلاب البشرية . أما الطائفة الايزيدية , فقد تحملت العبء الاكبر من الجرائم المروعة والرهيبة من وحوش داعش , اكلة لحوم البشر , فقد طال الموت والعذاب والمأساة المروعة عشرات الالاف من الايزيديين , سواء داخل سنجار او المناطق المحيطة بها , اضافة بان الموت يلاحقهم وهم مشردين ونازحين في الجبال الوعرة , حيث الجوع والعطش والمرض وانعدام مستلزمات الاساسية للحياة , وسط صمت الحكومة المشين والمخجل , في التقاعس والتقصير في اغاثة ونجدة النازحين , وتوفير المتطلبات الاولية , في تأمين مخيمات وملاجئ انسانية , تتوفر فيها الحد الادنى من الضروريات العامة , لتساعد في تخفيف وطئة مأساتهم الانسانية المروعة , والتي اعتبرت جريمة بحق الانسانية , لذلك تحرك ضمير الامم المتحدة في اعانتهم في كارثتهم الانسانية , وضمير الحكومة , مازال يغط في نوم وسبات عميق , انها ضربة موجعة لضمير العراق بكل طوائفه الدينية , حين يشرد ويهجر ويقتل بدم بارد , اهل العراق الاصليين , الذين بنوا حضارة العراق الانسانية , ولم يتحرك ضمير قادة العراق المسؤولين عن شؤون ادارة الدولة العراقية , فقد اعميت قلوبهم وعقولهم المال والسلطة , هكذا يكون الحداد الاسود عنوان العراق الجديد , حين يطال الموت الهمجي . الشيعي والمسيحي والايزيدي , رحم الله العراق من قادة البلاد البعران.
مقالات اخرى للكاتب