منذ ان ابصرت أعيننا النور وحتى يومنا هذا ترفع شعارات وتطرق أسماعنا ان الاسلام مستهدف بالمؤامرات والدسائس من قبل اعدائه فصحيح اننا محسودون على نعمة الاسلام وفضلة والقران الكريم وعلى نبينا خاتم الانبياء والمرسلين (محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم).
الان ان الدين ليس كالقومية فمعظمنا يعرف ان هناك ثوابت للدين يقوم علية وهي غير قابلة للتبديل او للتاؤيل او للتحريف اي ان الفراض لا اجتهاد فيها فهي قائمة منذ نزول الوحي الى قيام الساعة وبالتالي فان الاجتهاد لا يكون الا على الفروع وهي مساءلة اجتهادية فردية غير ملزمة لاحد. فالشهادة والصلاة والصوم و الحج والزكاة ثابته بأركانها الى قيام الساعة وهي ما فرضة الله وسنة الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام وعلى اله).
وبالتالي اذا كان هناك تامر على الدين الاسلامي فانه لن يتعدى وجود رواية او قصة موضوعه او رجل دين ذي ارتباط بجهة مشبوه وخصوصا اننا من الشعوب التي تحب الكلام وتطبقه من دون وعي او دليل فكم من صفة تلصق بأناس هم ابرياء منها فقط لكون هناك اناس تقولت عليهم بذلك فذهب قولهم الكاذب واصبح واقع .
اي اننا امة نحول الكلام الى واقع من دون النظر الى كونه حقيقة او كذب. على عكس الشعوب التي تحب البحث والتحري والتدقيق بالأقوال والحوادث .
فلذلك ان معظم الاديان السماوية (والاسلام منها ايضا) انشطر الى طوائف ومذاهب وطرق نتيجة هذا التفسير او الخلاف للدين على رواية او رأي او اجتهاد .
ورغم ذلك لم يقض على الدين فالدين موصول طرفه الاخر بالله اي ان الاديان ثابتة البقاء و طريق الحق في الدين واضح .
ولكن كقومية حملت الدين الاسلامي ونشرته بين الامم وهزمت جبروت الحضارات السابقة لها بكل قوتها وغطرستها وجبروتها .
فكانت هذه الامم على موعد مع هزيمة ثقافية وفكرية قبل ان تكون عسكرية حملتها لهم خيول وفرسان العرب وصناديدها ففرضت عليها حضارتها و اسلوب حياتها ودينها بل وحتى لغتها وكلماتها .
فأصبحت القومية العربية هي اللبنة الاساسية لمادة الاسلام التي حفظتها لقرون (لحين سقوط الخلافة العباسية ليس بالضرورة ان يكون الخليفة طبق شرع الله).
فلو نظرت الى ما يدور الان من احداث لوجدت للأسف ان الدين هو الان مصدر مهم من مصادر و اسباب استهداف العرب .
ولوجدت ايضا تناقضا فأعداء الاسلام الافتراضيين او المحتملين لا يحاربون جميع انواع الاسلام بل ان هناك دول اسلامية تنعم بالأمن و الامان و بتعاون مع اعداء السلام في ذلك .
صحيح كانت هناك محاولات لإعادة سيطرة الدول و رسم خارطة العالم القديم (قبل ظهور الاسلام) لدى الغرب .
ولكن الان تغير الاسلوب فالإسلام لم يعد الهدف الوحيد لأعداء الدين او القومية .
بل تطور سلوكهم و تفكيرهم لجعل الدين وسيلة لضرب القومية التي من غير ممكن ان تضرب بلا هذه الاداة .
مقالات اخرى للكاتب