كلمة (الاصلاح) كلمة جميلة وعظيمة في آن معا . وابسط مفهوم لها انها تعني الشيء المعوج ، او العاطل وهو بحاجة الى اصلاح وادامة واعادة نظر . ففي علم الاجتماع تعني شيء ، وفي علم السياسة تعني شيء آخر وفي الصناعة والزراعة تعني مفاهيم اخرى ، وكلها تصب في معنى واحد ، وهو اعادة الشيء الى وضعه الطبيعي بعد ان تعرض الى عطب او خلل ، مما سبب ضررا واضرارا . وكاتب هذه السطور لديه صديق (يصلح) صوبات وابريمزات و(جول) . والناس تطلق عليه تسمية (مصلّح) . ولدي صديق آخر ، في منطقتنا بالتحديد ، (مصلح) كهرباء ، واختصاصه (وايرات سحب) ، لأنه ، مثلما يعلم الجميع ، ان الكهرباء الوطنية (ماكو) . وكثير منا من صدق وزير الكهرباء السابق حسين الشهرستاني ، يوم كذب علينا وقال قريبا سنصدر كهرباء الى دول الجوار ! ؛ (ولا ابو علي ولا مسحاته) . المهم ان العراق اول عهده بالاصلاح ابان السبعينيات يوم بدأ بالاصلاح الزراعي وعلى اثر ذلك وزعت الدولة الاراضي على الفلاحين ، ورفعت شعار (الارض لمن يزرعها) . ثم ان هناك سجن خاص بالاحداث يسمى سجن الاصلاح ، لا يدخله الا النزيل الحدث ، اي الذي لم يبلغ الحلم بعد وهو الثامنة عشرة من العمر ؛ وهو على اية حال سجن ، لكنهم اطلقوا عليه (اصلاح) على اعتبار ان النزيل الذي يدخل اليه سوف تصلح حاله وتتحسن اخلاقه ، وحينما يخرج ، بعد ان يقضي محكوميته ، لا يعود الى سالف عهده فيرتكب حماقات او جناية او جريمة تعود به الى سجن الاصلاح . فالاصلاح هناء جميل وصحيح ، . وابراهيم الجعفري عندما خرج من حزب الدعوة وتخلص منه نهائيا ، اسس حزبا خاصا به ، اطلق عليه (حزب الاصلاح ) لأنه يعتقد بأن الحزب الذي خرج منه شذ عن جادة الطريق وعن الخط المرسوم له سلفا ووفق سياسة معينة . الامر الذي دعا الجعفري الى اصلاح ما افسده الدهر ، على رأي الشاعر . والآن ورقة الاصلاح السياسي والحكومي بيد الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء ، والكرة في ملعبه ، والشعب جميعه معه ، رغم الاصوات النشاز التي تغرد خارج السرب ، كذلك المرجعية الدينية في النجف معه . ونحن بانتظار اصلاحات سياسية حقيقية تنقذ البلد من الهاوية التي احدثتها ساسة آخر زمن ، والذين يطلق عليه كاتب هذه السطور (حاجة بربع) حيث يعنيهم المثل (من قلة الخيل شدوا...) . فعلى العبادي أن لا يداهن ولا يحابي ، سيما وان اكثر الفاسدين الذين شغلوا مناصب كبيرة في الدولة هم من حزبه . الشعب العراقي لن يسكن هذه المرة عن حقه ، اذ ان طابع الخوف قد ذهب بلا رجعة ، وان نظرية الحزب الواحد قد انتهت وصارت اكس باير ، والافضل له ان يضرب بيد من حديد بحسب قول المرجعية . فهل سيفعلها العبادي .
مقالات اخرى للكاتب