في حالةً أستغراب تثير السخرية والجدل، تظهر الضعف والخِشية لدى أعلى منصب في السلطة تجاه مسؤول متورط بقضايا أختلاس كثيرة، كما توجد بجعبته الكثير من ألأسلحة وكواتم الصوت والشركات الغير مجازة حكوميا، مما دفع به لجعل المهمة بيد ولده ( أحمد ) لمداهمة وكر هذا المسؤول، دون جعل المهمة بيد ألأجهزة ألأمنية ! صدق فقط ولا تقول صدق او لا تصدق كل ما يجري داخل المنطقة الخضراء من مزايدات بدماء الشعب العراقي و سرقة المال العام وأللعب بمشاعر العراقيين والأحتفالات والضحك و( شر البلية ما يضحك(.
يبدوا أن التشهير بالمسؤول الفاسد من شروطه عدم ذكر أسمه حتى يبقى هذا المسؤول بين أوساط العراقيين مجهولاً حتى ينسوه بمرور الزمن، تماماً كـــ ( البكبك ألأصفر) فمن منا لا يذكر هذا ألأسم في تلفزيون الشباب أبان حكم الطاغية .
ما صرح به المالكي فهو أشبه بفلم تركي بطله ( حمودي علم دار) فما بقي على المسؤولين السراق ( جماعة أسكندر) أن يخشوا وجود ( علم دار) في السلطة، وأنه حتما سيقبض عليهم وعلى يده حصراً !
أن دل على شيء فأنه يدل على مدى الاستهانة بالقوات الأمنية وعلى لسان قائدها، أو ربما هو تصريح لتعريف الناس لولي عهدهم الجديد (حمودي )الذي سيمثل العراق بعد أبيه!
أصبح العراق بلد التجارب كل شيء مسموح به حتى وإن كان منافياً للدستور، بأمكان أي مسؤول أرسال أبنه للقيام بواجباته عوضاً عنه , هذا يعني أنه جعل من منصبه وراثةً يتداوله ألأبناء جيل بعد جيل , فلا يختلف تماما عن ألية النظام السابق وطغيان ألأولاد ( عدي و قصي ) . ألأ أن هذا الطغيان كان أمده قصيراً جداً , فذكر الله في كتابه المجيد ((اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ))مسألة الثقة بين الشعب والمسؤول باتت مهزوزة بعد فقدان ألأول لأبسط حقوقه في العيش، أما الثاني أخذ لسانه يكشف فشله في أدارة الملفات ولاسيما ألأمنية ( من فمك أدينك ) و أخذت تصريحاتهم تكشف نواياهم في فشلهم، كما أرتفعت صيغ التشهير بالأخر، فبعضها يفسر كدعاية إنتخابية وأبراز العضلات والبعض ألأخر يفسر الخروج من دائرة الشبهات التي تؤثر في تواجده بالعملية السياسية، أما ملفات الفساد والوثائق المزورة فاللاحق يمحي السابق، ويبقى المواطن كما هو الحال عليه بين الخوف والموت وصعوبة العيش، ولا ندري ربما يكون ( علم دار ) الجديد مفتاح لحل ألأزمة في البلاد!
مقالات اخرى للكاتب