Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حياة... بقلم احمد الوادي
السبت, تشرين الأول 26, 2013

 

 

 

 

 

 

الماء فقط يحول بيننا ، وشط ام الخنازير الممتلئ دائماً ، صار صديقا ً للموحان ، و صار صديقي ايضاً ، فلولا وجوده لما جمعنا الزمن على ضفتيه .
ها نحن نكبر كل يوم ، وما عدت قادراً أن أرى ضفائر حبيبتي ، فلقد كبرت هي ايضاً ، وتحجبت .
لم يعد جلوسنا على الشاطئ بريئاً في عيون الناس ، ولم يكن والدي يقبل بذلك ابداً ، رغم انه لا يعلم بتعلقي بحياة ، او كما يسميها اهلها "حورية" لأن قوامها يشبه حوريات البحر .
لم ينخفض منسوب الماء في أم الخنازير كما في هذا الخريف ، حتى بلغ صيد الأسماك حداً لم اره في حياتي .
انها فرصتي في العبور ، لكن حياة لم تكن تقبل بذلك ، فقررت ان اضعها أمام الأمر الواقع ، وأخبرتها انني سأكون على الضفة الأخرى منتصف الليلة .
لقد بتنا نمتلك قاموساً عريضاً في لغة الإشارة ، حتى انني بت استعمل ذلك في التعامل مع الآخرين .
ومع بزوغ القمر نزلت للماء حاملاً معي اثمن ما املكه من هدايا ، خاتم قديم وجدته في الماء اثناء ما كنا نصيد السمك ، ربما كان مصنوعاً من الفضة او هكذا أتصور لأن أمي تقول ان الفضة تصبح خضراء عند تعرضها للماء .
وصلت للضفة الأخرى ، لأختبئ بين القصب والحشائش التي بدأت تنمو على جرف النهر .
انتظرت طويلاً ولربما انني قد بكرت في القدوم ، لأسمع بعدها وقع اقدام مصحوباً بصلصلة قدر الماء الذي كانت تحمله حياة لتملأه .
لقد كانت واثقة من قدومي ، فأنشدت بيت من الدارمي المعروف :
كَاعد بذاك الصوب يكسر الخاطر
يعيوني للمحبوب صيرن كَناطر 
فأجبتها :
متعني نص الليل صابر وناطر
كَلبي الكَصد ملكَاج رغم المخاطر
اقتربت منها لأراها عن قرب ولأسمع صوتها الرخيم ، ولأعلن لها عن حبي ورغبتي في الزواج منها ولأقدم لها هديتي التي كنت قد وضعتها في قطعة قماش وربطتها بعضدي .
رجعت بعدها للدار وأنا أطير من الفرح، فحياة تحبني ايضاً ، ولم تعد علاقتنا نزوة مراهقة فقط او تسلية لقضاء اوقات الفراغ .
لكنني وجدت والدي يتقلب على فراشه ، ولم يتكلم قط ، لكنه نهض بعدها ليطلب من الجميع الإستعداد للسفر !
وبدأ بحزم امتعتنا ، وماهي إلا ساعات حتى انطلقنا تحت جنح الظلام ، كان والدي خيالاً ، يسير مع قطيع الأغنام ، فيما بقية العائلة والأغراض في سيارة مارسيدس قديمة كنا نسميها بـ الوزة .
تناولنا الفطور في بيت عمتنا ليلتحق بنا والدي عند الظهيرة ، وكان أول كلامه هو ان يطلب من عمتي يد ابنتها الكبرى لي .
لم أرَ نظرات ابي تلك من قبل ولم افهمها، الا عندما خطب لي بنت عمتي .
ولم تفصلني عن الإلتحاق بالجبهة سوى اسابيع ، قضيتها في مرارة لم اتذوق مثلها ، حتى صرت أرى في جبهات الموت خلاصاً لي من حياتي الجديدة ، لكنني كنت ان أرى حياة قبل أن أموت .
التحقت بالمعسكر ، وحين عدت مررت بدارنا السابقة ، ورأيت حياة وطلبت منها ان تنتظرني فأنا عائد اليها ، وحين وصلت لأهلي كان والدي قد جهز كل شيء لزواجي من سعاد ، فكان اليوم التالي هو يوم زواجي مجبراً ، بعدها بأيام التحقت بجبهات القتال ، لأكون أسيراً في واحدة من معارك شرق البصرة .
كنت انام ما يتوفر لي من النهار واسهر الليل كله ، ولقد رافقني في ذلك ثلاثة من الأسرى ايضاً ، ولم حتى صارت تلك العادة ترافقني حتى الآن ، بعد اكثر من 30 عاماً من بدايتها .
لم أكن مهتماً بما حصل او سيحصل بقدر اهتمامي بالوعد الذي قطعته لحياة وهل ستنتظرني ؟
لقد بدأت افقد اصدقائي هنا ايضاً ، فبعد سنوات وصلت لأحدهم رسالة تخبره ان زوجته قد تزوجت وتركت اطفاله عند اهله لكنه لم يصدق الخبر ، فكان حديثه الوحيد نفيه لزواجها ، لقد فقد عقله جزئياً نتيجة تلك الصدمة .
لكنني كنت اتمنى ان تأتيني رسالة تخبرني ان سعاد قد تزوجت ، أو ان حياة مازالت تنتظرك على عهدها .
أكل الأسر من عمري 12 عاماً لأخرج بعدها وأنا لا أعرف ماذا أفعل خاصة بعد أن وجدت ان زوجتي قد انجبت طفلاً كانت قد حملت به بعد زواجنا ، وهاهو يستقبل الضيوف معي ، اسمته منتظر ، وكان تلميذاً في السادس الإبتدائي ، وكانت تحتفظ بسيارة برازيلي وزعتها الحكومة للأسرى ، وشيدت بيتاً خاصاً بنا بعد أن توفي والدي ووالدتي الذين سكنوا فيما بعد في بيت مؤجر .
لكن حياة لم تفارق مخيلتي لحظة ، فقصدت ديارها في أول فرصة لي ، لكنني وجدت ملامح المنطقة قد تغيرت بالكامل ولم تعد هناك أي بيوت سكنية ، الأثر الوحيد المتبقي هناك هو تلك الشريعة التي التقينا عندها قبل أكثر من 30 سنة .



اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46884
Total : 100