لفت انتباهي بشكل كبير عندما شاهدت صورة داخل مواقع التواصل الأجتماعي تعود للفنان الكويتي " داود حسين " وهو يسير على ارض العراق متوجها الى كربلاء ارض سيد الشهداء (عليه السلام ) للمشاركة في احياء الاربعينية هذا الحدث الديني والتاريخي العظيم ولم يتحقق لي التأكد منها بشكل دقيق , فالعراقيون متعودين على مشاهدة رجال الساسة وهم يقومون بخدمة الزوار على مديات الطرق المؤدية الى كربلاء فاصبحت صورتهم طبيعية جدا في نظر العراقيين ضمن حملة " صورني واني ماادري " الشهيرة , فالساسة كعادتهم انقسموا في الظهور في تلك الصورة ايضا !! فمنهم من حمل في دواخل نفسه ( حب وخدمة خالصة لاهل البيت ( عليهم السلام ) لاتجد فيها شائبة ابدا , ومنهم من حمل فيها اجندة سياسية انتخابية دعائية !!!! وانت تعرفون الانتخابات على الابواب !! ومنهم من تعودوا على الظهور بمقربة من الناس في كل الازمان منذ جلوسهم على مقاعد المسؤولية ومن اليوم الاول فيها ) شاهدت بعضهم وهو يقدم قدح الشاي الى الزائر الحسيني الذي ظهرت على وجهه معالم التعجب !! وكيف لا !! وهو لم يرى هذا المسؤول غير اليوم !! يجب ان تعلم يامسؤولي العظيم ان كنت تحب خدمة زوار الحسين ( عليه السلام) وانك مؤمن بليسر على نهج اهل اليت الاطهار فعندما تقدم قدح الشاي قدم معه كذلك كل مايحتاجه هذا الفرد العراقي في حياته من خدمة وتعيين وعمل ورواتب ووو الخ في حياته اليومية ......ان صورة هذا الفنان الكويتي دفعتني للمشاركة فيها داخل مواقع التواصل بشكل لا ارادي وسريع جدا , لان اقبال فنان يحمل الجنسية الكويتية تحديدا للمشاركة في هذه الزيارة المقدسة على ارض العراق يجعلنا نتوقف بعض الشيئ لهذه الحالة والتي ربما سوف تساعدنا على تصديق الحديث الذي يتداوله الساسة امام الشاشات كون القطيعة التي حلت مابين البلدين طوال العقود الماضية نتيجة للسياسات الخاطئة التي انتهجها النظام العراقي السابق قد كسر ضلعها اخيرا , ان ظهور فنان كويتي يمتلك شهرة كبيرة يسير على ارض العراق بحرية وامان لايعطي شيئ الا ان جراح البلدين قد ضمدت هي الاخرى , وان هنالك فصول تحمل اجواء رحبة سوف يعيشها البلدين الشقيقين في الايام المقبلة .. ان العجيب في الامر ان هذا الفنان جاء الى العراق بشكل مخفي ومتواضع لغاية لايعرفها الا هو نفسه !! فربما اراد ان يحصل على ثواب تلك الزيارة دون ضجيج الاعلام وكاميراته الساطعة فهو لايحلم بمقعد سياسي او منصب مسؤولية مثل الجماعة !!! اتمنى ان يتعلم الساسة من هذا الفنان كيف ابعد اظهار نفسه بلصور الدعائية امام الناس لكي يتمم مراسيم زيارته الى كربلاء المقدسة. واننا كعراقيين نرحب بهذه الفنان ضيفا على ارض العراق ان كانت تلك الصورة تعود اليه وانه موجود فعلا في العراق !! كون ان موضوع الصور لايمكن حزره بدقة وخاصة في العراق !!! كذلك اننا نعلن ان ابواب بيوتنا العراقية مفتوحة امام كل فرد كويتي وكل فرد عربي ولكل مواطن مسلم يعيش في هذه الارض ليدخل العراق ويشارك في احياء هذه الذكرى العظيمة علينا جميعا.. فعظم الله اجوركم واجورنا ان شاء الله.
مقالات اخرى للكاتب