ما يعاب على الانظمة الغير ديمقراطية ، انها لا تعطي امتيازات كاملة او تمنح مناصب حساسة الا لمن ينتمي لنفس افكارها او يرتبط بنفس أيدولوجيتها او بحكم القرابة لراس النظام او الادارة .
ولكن رغم ذلك لا تستمر هذه المناصب للقيادة او الادارة فترات طويلة ، حيث ان من شروط القيادة او الادارة هي الفترة الزمنية التي يكون فيها الفرد قادرا على العطاء و الابداع و الانتاج ( سواء بالأفكار و القدرة الذهنية او الجسدية ) ، وكذلك التدرج في المنصب و الخبرة ، وكذلك المداورة في الاماكن لغرض اكتساب الخبرة و التنقل بين المؤسسات و المناصب ، وما الى ذلك مما يعرف بعلم القيادة و الادارة .
ولكن و للأسف ان الشعب العراقي الذي دفع و يدفع منذ عام 2003 ثمن باهض لهذا التغيير نتيجة الارهاب و تصارع القوى المحلية و الاقليمية و الدولية ، وجد نفسه انه امام شعار خاوي الا من اسم لا يدل علية .
فالعراق من الدول المتجددة و الوالدة للطاقات الواعدة و الشخصيات الفذة القادرة على الابداع و الانتاج و الادارة .
ولكن اذا عدنا الى واقع الحال لوجدنا ان على الارض واقع اخر ، فتصور ان هناك ادارة لوزارة او مؤسسة او دائرة يقبع فيها من يدير احد دوائرها او اقسامها و لفترة طويلة جدا قد تكون منذ 2003 او ما بعدها .
ان وجود مدير دائرة او رئيس مؤسسة يبقى فترة 11 سنة في ادارتها شيء محير جدا ، يدفع كل من يسمع ذلك الى سؤال واحد ، الا يوجد في هذه الدائرة او المؤسسة غيره ؟! .حتى ان الموظفين او العاملين يبدؤون بالتذمر و الشكو من وجوده اكثر مما سبق ( من بداية وجوده في المنصب ) ، وكذلك ان أفكاره او ابداعهم في العمل اما يتعب لوجوده كل هذه الفترة الطويلة او ينضب و ينتهي و يعود غير قادر على الابداع او خلق افكار جديدة في الادارة و العمل ( هذا على فرض ان تمسكه في الادارة سيكون للصالح العام ) .
مما يؤدي الى وجود خواء في الادارة و عقم فيها ، يجعلها تسقط من كبوة لتدخل في نفق الفشل ، وتصبح مؤسسة فاشلة او دائرة عديمة التأثير و الجدوى.
لا بل انها الدليل الاكبر و ما يؤكد على ان هناك في البلد محاصصة حزبية و طائفية تتقاسم الوزارات و الدوائر و المؤسسات بغض النظر عن كل شيء من كفاءة و خبرة و اهلية و استحقاق .
ان فن الادارة و القيادة من الفنون التي تنهض بالأمم ، ان دول قامت اولا على نجاح اداريها و مدراءها في الادارة ، اي يعني ان المدير الناجح يعني دائرة ناحجه او مؤسسة ناجحة ومن ثم وزارة ناجحه ومن ثم بلد ناجح ومن اهم شروط الادارة الناجحه هي الادارة الفعالة الكفؤة المتجددة الافكار و الابداع .
ان الطاقات الشابة التي تحسن الادارة هي فرصة للبلد لكي يستغلها نحو الافضل و كذلك اعطاء الفرصة لبروز خطوط قيادة و ادارة اخرى شابة و جديدة.
لقد بلغ الحال ببعض المدراء ان قراءته للأوامر الادارية و تفسرها ليس على نحو دقيق ، وعند مواجهته بالتقصير الحاصل ( نتيجة اهوائه او تفسيره الخاطئ او المحسوبية ) بانه لا يستطيع قراءة كتاب او مذكرة فيكتفي بقراءة العنوان من دون المضمون ( كمبرر ) .
طبعا كيف لا ، لأنه مل من الادارة ( بسبب هذه السنوات الطويلة ) او انه لم يعد يبصر ( بسبب عمره الكبير ) .
فلنجد له العذر لأننا نحن من تسبب بهذا الامر اصلا بسبب عدم مطالبتنا بالتغيير .
مقالات اخرى للكاتب