ذاكرة التاريخ والشعوب , تظل حية لاتموت , مهما بلغ بحر النفاق والزيف , وتمقص دور الوطني الشريف والنزيه , ومهما بلغت العواصف الصفراء , التي احتلت عنوة الحياة العامة , ومهما غابت موازين العدالة , فان التاريخ لا يرحم هذه الفقاعات البشرية , التي شاركت في خنق صوت الحق والحقيقة , وساهمت في اطالة الظلام , لتلعب الافاعي السامة وخفافيش الظلام , بان يتحول الوطن الى مقصلة للموت والاعدام . وستبقى لعنة التاريخ تلاحقهم , ولعنات الارامل والثكالى والايتام , ستلاحقهم اينما وجدوا , واذا كانوا احياء او اموات . ظهر حسن العلوي وهو يسبح في نهر الاجرام والنفاق والتملق , منذ شبابه في الحرس القومي , كادوات فاشية ضد جموع الشعب , وتنقل بالف لون ووجه , واستقر به المطاف في ان يكون احد الاصوات الاعلامية النابحة للطاغية صدام , بان يفتح باب ثقافة التهريج والتمجيد والعظمة للقائد الفذ , الذي خلقه الله كوصي من اوصياءهُ على الارض العراقية , والشعب عبارة عن قطيع من الرعيان والعبيد والخرفان , حياتهم مرهونة في قبضة القائد المعظم . هكذا ساهمت هذه الثقافة في صناعة خلق الجلاد والدكتاتور السفاح , والذي كلفت العراق , اثماناً باهظة من الخراب والدمار وجلبت الكوارث واحدة تلو الاخرى , بان يدفع الشعب الضريبة الماحقة والهالكة , بانهار من الدماء , ومن المقابر الجماعية , التي ليس لها حدود واحجام , من اجل اشباع غريزة المجنون بحب العظمة , والجلوس على جماجم الشعب . ووفق العدالة الاجتماعية ودولة الحق والقانون والاعراف الانسانية , كان الاولى بمحاكمة هذه الحشرات التي ساهمت في صنع الدكتاتور السفاح المستبد على رقاب الشعب , قبل محاكمة الدكتاتور , لكن العدالة العراقية ضائعة وغائبة وهائمة في صحراء المناخ السياسي , الموبؤ بالزيف والدجل والفساد . في ظل تجارة النفاق والتملق وطبطبة الاكتاف , التي صارت سمسرة رابحة تجلب الجاه والنفوذ والشهرة والمال الحرام , والتي صارت عنوان الشهامة والرجولة , في عالم يتلون المنافق والدجال , بالف لون ولون , حسب الطلب والدفع , وحسن العلوي امتهن هذه الصناعة ببراعة ماهرة , يحسد عليها من امهر المداحين والمهرجين , الذين يتصيدون الفرص الذهبية , , فقد خدم حسن العلوي النظام المقبور في الاعلام , بدرجة يستحق عليها ارقى وارفع وسام في التلون والنفاق والدهاء , وانتهاز الفرص الثمينة , في حين اراد الطاغي المقبور ان يفتح بوابة اعلامية ( جريدة ) في الخارج , مهمتها تبيض صفحة الطاغي السوداء , بالتمجيد والتعظيم , منحه النظام المقبور مليون دولار لهذه المهمة غير الشريفة , لكن الذكي حسن العلوي وجدها صيدة ثمينة , افضل من تعظيم سفاح يقتل شعبه من الوريد الى الوريد , فاختفى عن الانظار , وحين وجد سفينة النظام تواجه عواصف من الامواج العاتية , نزع قناع النظام ولبس قناع المعارض المزيف والهجين , رغم اعترافه بانه حسب قوله ( بانه كان من سرسرية صدام ) من اجل ان يظفر بصك البراءة والغفران , وانه تاجر في بيع الكلام , لمن يشتري ولمن يدفع , لهذا اخذ يتنقل من ضفة الى اخرى , بعد سقوط الحقبة المظلمة , وقبض الاثمان من كل الاطراف العراقية وغير العراقية , حتى بعضها يناصب العراق الحقد والانتقام بالتعصب الاعمى , وان اسعد ايامها , حين ترى الحرائق تشتعل في كل زاوية من العراق , والموت المجاني يكون عنوان العراق الجديد , لهذا حاز بثقافته التهريجية المنافقة على مقعد برلماني , ساهم في توسيع وتكبير مملكته المالية , التي تشهد ربيع زاهر وذهبي , لذلك لبس ثوب الوطنية والنزاهة , والشرف الذي يدخل في حياته , حتى لو ساعة واحدة , لانه كل مايهمه من العراق واهل العراق , ان تكون امبراطوريته المالية تكبر وتزدهر , لذلك حط رحاله اخيراً , بان يكون مهرج لتيار الصدري , لانه يعرف من اين تؤكل الكتف والشاطر الهمام ان يخطف الفرص السانحة , ولكنه في نفس الوقت سيصيب التيار الصدري باضرار فادحه , وستسقط مقولة التيار الصدري , بانه يدافع عن الفقراء والمحرومين والمظلومين والشهداء , وسيحافظ على آل الصدر من التلوث , واي تلوث سيصيب التيار الصدري , في احتضان نزق , عرف الغدر والنفاق والدجل , بان يبيع سمعة ومكانة ومنزلة الشهيد الصدر وكل الشهداء , في سوق النخاسة البعثية . اما حسن العلوي سيخرج يرفع رايات الظفر والنصر , باصوات المغفلين والمغررين والمخدوعين والمخدرين بمورفين الطائفية , والذين ينساقون كالخراف الى الكذب والنفاق والدجل , عند ذاك سيوفي بثقتهم واختيارهم له , بقذفهم بحذاءه , لانها سمة البعث للوفاء . . اللهم طيب خاطر المفجوعين , والف لعنة لكل منافق دجال
مقالات اخرى للكاتب