في العراق كل شيء يتجه للغروب,الأحلام تتساقط الألم يساق هنا ..ومع هذا الوجع تبرز حالات غاية في الروعة والمثالية .هناك رجال يعملون في سبيل رضا الله والوطن .ويتجردون حتى من مواقعهم في سبيل خدمة المواطن..لايملون أبدا .بتواضعهم بأخلاقهم التي يحلمون ..اليوم نفتخر في الحقيقة ان هناك صدقوا ماعاهدوا الله فعلا ..ومن هؤلاء مدير تربية محافظة واسط والحقيقة إنني رايته في حالتين من الجمال ..حالة أولى وفي مهرجان نظمته نقابة المعلمين وإثناء توزيع الجوائز تقدم الرجل لأستاذه القديم يقبله من هنا وهناك ..وقد حملت مشاعره الصادقة كل الحب وكأنه كان يرد الجميل له ..أين نحن من هؤلاء أين نحن من هذه القداسة .وكنت في حينها اعتبر الأمور طبيعية جدا ..ولكن بعد ثلاثة أيام بالضبط وزيارتنا للمديرية وإذا بي اتفاجأ في حضوره في الاستعلامات ..سالت احد الأصدقاء هل هذا مدير التربية ؟رد بالحرف الواحد نعم انه المدير طبعا ولكن لماذا يجلس هنا ..من المفترض السكرتير يعمل في هذا المكتب ,ليجيبني هو هكذا كل يوم يجلس في هذا المكان ويقوم بتمشية البريد وحل كل المشاكل ويرد على أسئلة المراجعين ..بكل تواضع وقيمة أخلاقية يفتخر بها الشعب والمواطن ..وعليه أن يفتخر بنفسه كذلك ..ذكرني الأستاذ قبل أيام كنت أراجع دائرة في مركز المحافظة .وكان المسؤول فيها احد أصدقائي في الحقيقة أصدقائي القدامى ..حاولت أن اسلم عليه بالمباشر ..رد علي بكل رحابة القهر تفضل ..قلت في سري لعله لم يعرفني ..قلت له أنا فلان ..قال تفضل .كان علي أن اتجه شرقا قبالة باب الخروج لأحافظ على هدوئي فقط وكي أحافظ على اتزان ضغطي الذي يصعد كل يوم هذه الأيام ..وضعت هذه المقارنة في الحقيقة بين مدير تربية يحمل مبادئ سامية وأخلاق رائعة ووطنية ..وبين مسؤول آخر ..اليوم نحن بحاجة لهؤلاء الرجال بحاجة أن نتنازل عن أشياء كثيرة من اجل عيون الآخرين …وان من صعد السلم بالصدفة انا على يقين انه سيسقط منه تماما أما أنت يامدير التربية ستبقى في قلبي .لاانكر لك طيبة قلبك وأخلاقك وحرصك على وطنك .هكذا هم الرجال ..فألف تحية للسيد مدير تربية واسط على هذا التواضع ..والقداسة
مقالات اخرى للكاتب