تؤكد مصادر في البرلمان التركي ،ان الحكومة التركية ما زالت تدعم الارهابيين ،بتسهيل سفرهم عبر المعابر الحدودية والمطارات التركية ،وتزويدهم بالشاحنات المحملة بالاسلحة والذخيرة والامدادات اللازمة للقتال،وتقديم الرعاية الصحية لجرحاهم في المستشفيات التركية ،وتشير المصادر انهم طلبوا تفسيرا رسميا لعلاقات الحكومة بداعش ،الا ان الحكومة لم ترد.
ذكرت صحيفة الكارديان البريطانية ،ان الولايات المتحدة وحكومات اوربية حثت تركيا على ضرورة ايقاف تدفق الارهابيين عبر حدودها ومطاراتها ، الا ان تركيا لم تبد رغبة جدية في مواجهة تدفق الارهابيين الى اراضيها ،ويقول الصحفي التركي (جنكيز كاندار )ان وكالة الاستخبارات التركية كانت القابلة التي ساعدت في ولادة تنظيم داعش ، وكانت الراعية الاولى من خلال تولي تركيا عمليات تسهيل لوازم السفر والمدفوعات والاسلحة لداعش وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية ،وتفيد تقارير الاستخبارات ان مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية تقوم بهذه المهمة
تصاعدت وتيرة التفجيرات في تركيا في ظاهرة غير مسبوقة ،مستهدفة العاصمة انقرة واسطنبول اكبر المدن السياحية التي تستقطب السياح الاجانب،لتحصد تركيا مازرعته بعد رعايتها الارهاب والارهابيين ،اذ اصبحت ملاذا امنا للمتطرفين والمتشددين المتوافدين اليها من مختلف أقطار العالم ،ليستقروا في فنادقها ،ويتلقون تدريباتهم فيها ،وتاهيلهم ليتم ارسالهم الى العراق وسوريا .
احدث عملية ارهابية تعرضت لها اسطنبول السبت 19 اذار 2016 وهي الرابعة منذ بداية العام الجاري وأوقعت 80 قتيلا واكثر من300 جريح من جنسيات مختلفة ، وتفيد الانباء ان الحكومة التركية اتهمت داعش بتنفيذه ، و ان معظم ضحايا هذا الانفجار من الاسرائلين مما دفع الصهاينة من تحذير الاسرائيليين من التوجه الى المناطق السياحية في تركيا.
يذكر ان منفذ هذا الهجوم انتحاري تركي الجنسية يدعى (محمد اوز ترك) من مواليد 1992 في مدينة غازي عنتاب التركية المحاذية لمدينة حلب السورية ، وهو ارهابي من تظيم داعش وليس سوريا او كرديا. سبقه تفجير سيارة مفخخة في ساحة كيزيلاي وسط العاصمة انقرة في 13 اذار 2016 مسببا34 قتيلاً واصابة العشرات بجروح وعمل ارهابي اخر استهدف الجيش التركي في انقرة في 17 شباط 2016 وادى الى مقتل 26 شخص وجرح العشرات ، في 22 كانون الثاني 2016 وقع عمل ارهابي في منطقة مسجد السلطان احمد اسفر عن مقتل 11 سائحاً المانياً وجرح اكثر من 16 اخرين .
ورغم اتهام وزير الداخلية التركي داعش في تنفيذ اغلب الهجمات الارهابية غير ان التنظيم لم يعلن الى اليوم مسؤوليته عن اي تفجير في تركيا ، وفي تفجيرات سابقة استهدفت سياح من المانيا وان الهدف من هذه العمليات هو التاثير على الموسم السياحي التركي ، وبث الرعب في قلوب السياح الاجانب لمنعهم على ارتياد الاماكن السياحية في تركيا ، ثمار هذه التفجيرات بدات تؤتي اكلها ، حيث انخفضت حجوزات موسم الصيف المقبل بنسبة 40 بالمئة ماسبب خسارة مالية تقدر بـ 15 مليار دولار ، هذا ماجنته تركيا من رعايتها للارهاب وتدخلها في الشان السوري منذ بداية الازمة السورية عام 2011 وحتى الان ، اذا لم تتوقف عن امداد الجماعات الارهابية المتطرفة في سوريا بالسلاح والمعدات الحربية والمقاتلين وكذلك تدخلها في مصر وتاييدها للارهابين الذين يقومون بعمليات ارهابية بمصر والعراق وليبيا ،لقد اوغل اردوغان في سفك دماء المسلمين ،وخاصة جيرانه السوريين والعراقيين.
كانت صحيفة (واشنطن بوست) نشرت لقاء مع مقاتل من داعش يدعى ابو يوسف حيث اقر بتلقي الدعم بالاسلحة والامدادات من تركيا ، واشار ان معظم المقاتلين الذين انضموا الى داعش بداية الحرب السورية اتوا من تركيا ، واكد ان اغلب الجرحى الذين يتعرضضون الى الاصابات يتلقون العلاج في تركيا وكل هذا يجري بمعرفة اوردوغان وحكومته .
استمر طوفان داعش بالتقدم في العراق وسوريا وسط مخاوف تركيا من ان يصل الى الداخل التركي بعد ان أنقلب داعش على شريكته التي ساعدت على ظهوره وتطويره (جبهة النصرة) ، ثم انقلب على اخوان تركيا ومن والاهم.
نتوقع ان تتعرض تركيا الى المزيد من هجمات داعش التي تستهدف المناطق السياحية التركية التي يتوافد عليها السياح من كافة دول العالم ويقدر عددهم نحو 4 مليون سائح سنويا .
مقالات اخرى للكاتب