على الرغم مما آلت أليه أحوال العراق وشعبه من خراب وضياع ودمار وتدني مستوى الخدمات بكل أشكالها وأنواعها وعلى الرغم من تصدر العراق وللسنة الرابعة والخامسة على التوالي المراتب الأولى بين الدول الأكثر فسادا بالعالم!! وأحتلال بغداد المرتبة الأولى عالميا بكونها من أكثرالعواصم بالعالم تلوثا بيئيا!!، وما تعانيه اليوم من أحتمال الغرق!! بسبب ظروف جبهة الأنبار والفلوجة وأحتلال العدو (الداعشي)!! على سدة الفلوجة!!، ومع كل ذلك ألا ان حظوظ الأحزاب النافذة في حكومة الشراكة الوطنية!! والتي قادت البلاد الى كل هذا الخراب ستكون كبيرة في الأنتخابات الرابعة يوم الأربعاء القادم 30/4 !!، حيث سنرى ونسمع تكرار الكثير من الوجوه بالفوز بمقاعد البرلمان! رغم علامات الأستفهام الكبيرة والشكوك الكثيرة التي تحوط تلك الأسماء والوجوه!!.ولا أرى أية غرابة في ذلك؟ فالمال والأعلام يلعب دورا كبيرا في ذلك؟!، هذا اضافة الى أمتلاك تلك الأحزاب النافذة التي تتشكل منها الحكومة سلطة القوة والأمر والنهي.، عكس الأحزاب والأئتلافات الأخرى (الليبرالية تحديدا) التي وضح عليها فقر الأمكانيات المادية لدعايتها الأنتخابية والتي وأن فازمرشحيها في الأنتخابات فانها سوف لن تحصل ألا بمقعد أو مقعدين أو ثلاثة على احسن تقدير!!. فعلى ضوء هذه المعطيات ستكون صورة نتائج الأنتخابات محسومة وواضحة تماما الى الأحزاب والأئتلافات التي تصدرت المشهد السياسي منذ الأنتخابات الأولى من بعد سقوط النظام السابق !!.أما من يقول ويعتقد بان الأنتخابات حبلى بمفاجأات!! فعذرا أقول له أنك على وهم ووهم كبير! فالمفاجأة وأن حدثت فستكون بمن سيتولى منصب رئيس الوزراء والمحسوم أصلا للأئتلاف الشيعي؟! غير المالكي وتلك هي المفاجأة البعيدة؟!!.أما بشان الأحزاب السياسية الليبرالية الحرة والتي لا زالت تحلم ومعها الكثيرين بأعتبارها الأمل المنشود الذي سيغير ويصحح مسارات العملية السياسية والذي سيعيد للعراق بسمته وبهائه وبأنه سيكون لها شان في مستقبل العراق السياسي سواء في الأنتخابات التي ستجري يوم الأربعاء القادم 30/4 أم في الأنتخابات القادمة بعد 4 سنوات!، فأعتقد بل وبيقين تام بأن ذلك سيظل حلما سرمديا!!، أقول هذا ليس من باب التشاؤم ولكن من باب الأستقراء العملي لواقع العملية السياسية في ظل الوضع العام الذي يعيشه العراق ولعبة الأنتخابات وخطط الدول الكبرى وما رسمته لصورة العراق في السنوات القادمة والتي لا تحمل ومع الأسف أية بشارة خير! (مشاريع التقسيم وتجزئة العراق الى أقاليم ودويلات طائفية!!) .أن مشكلة الأحزاب السياسية الليبرالية هي أنها غير معروفة من قبل الجماهير تماما!؟ ألا من شخص هنا أو هناك! أستثناء من الحزب الشيوعي العراقي أذا أعتبرناه أحد الأحزاب الليبرالية، فهذه الأحزاب غير متواصلة مع الجماهير في الكثير من الأموروالمناسبات التي تهم الشارع العراقي لا سيما أن الحياة العراقية كانت ولا زالت حبلى بالكثير من المشاكل والعقد والأزمات التي تحتاج الى أحزاب تتكلم بلسانها لكي تشكل حضورا قويا لدى الشارع العراقي!. في حين أن هذه الأحزاب الليبرالية لا تظهر ألا قرب الأنتخابات التشريعية أو الأنتخابات المحلية! ولهذا لم تحصل على أية أصوات ألا في النادر!. وحتى الحزب الشيوعي العراقي (أقدم الأحزاب العراقية تأسس في 31/3/1934 ) لم يشكل ذلك الحضور الجماهيري القوي منذ سقوط النظام السابق رغم تاريخه السياسي العريق والمشرف ولم يحصل على أية مقاعد أنتخابية سوى في دورة واحدة وبمقعدين فقط!! فأضافة الى تقاطعه الفكري مع الأحزاب الدينية المسيطرة على الشارع العراقي!! وكره الأمريكان (المتدخلين بشكل علني او سري بالشأن العراقي!!) الى كل ما يمت للأحزاب الشيوعية بصلة! وللأختلاف الفكري والعقائدي بين الرأسمالية والأشتراكية!!!،فأضافة الى كل ذلك فقد أكتسب ظهورالحزب فقط بمناسبة التاسيس في 31/3/ 1934 وذكرى ثورة 14/ تموز 1958 وفي 1/5 (واحد آيار عيد العمال العالمي من كل عام). فتركت هذه الأحزاب ومنهم الحزب الشيوعي العراقي الشارع العراقي مخدرا تحت سيطرة الأحزاب الدينية!! التي تتقاطع تماما في أفكارها وتوجهاتها وعقيدتها مع فكر الحزب الشيوعي العراقي وباقي الأحزاب الليبرالية الحرة!. ناهيك عن التزوير والتدليس الذي مورس في الأنتخابات السابقة والذي كان الحزب الشيوعي أحد ضحاياه!. هنا أقول وليس من باب تثبيط الهمم!!ماذا يعني وجود خمسة أو حتى عشرة من الحزب الشيوعي أو أحد الأحزاب الليبرالية تحت قبة البرلمان وهذا طبعا من باب الأفتراض الجدلي والخيالي؟! أمام 320 عضو برلمان من الأحزاب الكبيرة والنافذة ( يأكلون الزلط)! كما يقال التي لم تعمل وتقدم للعراق وعلى مدى أكثر من عشر سنوات بقدر عشر الذي عملته وقدمته لأحزابها ولمصالحها الشخصية؟!!!. ثم هل نسينا نسبة( 50 زائد 1) الألية المعتمدة في التصويت داخل قبة البرلمان على المشاريع المقدمة للبرلمان للتصويت عليها، والتي تتحكم بها الكتل والأحزاب السياسية الكبيرة حصرا؟! خذ مثلا قانون الموازنة المعطل من السنة الماضية ولحد الآن!!. ثم ماذا قدم الحزب الشيوعي للشارع العراقي عندما كان يحتل مقعدين فقط!! في البرلمان في الدورة الأنتخابية الثانية؟! وماذا يريد أن يفعل الآن ومعه باقي مرشحي الأحزاب الليبرالية أمام حيتان الأحزاب الكبيرة المرعبة والمخيفة!! والتي تمتلك كل أدوات اللعبة السياسية الباطلة أضافة الى أمتلاكها لسلاح الأعلام والمال والمليشيات!!!، وهل نسينا كيف تم الأعتداء على النائب الأستاذ مثال الآلوسي عندما كان مرشحا وحيدا عن حزبه حزب الأمة العراقية (أحد الأحزاب الليبرالية) بالدورة الثانية عندما أنتقد أحد أعضاء الأحزاب الكبيرة والنافذة في حينها!!.المشكله هو أن الأحزاب الليبرالية الحرة لا تؤمن بالعشيرة ولا بالدين والطائفة كمرجع بقدر أيمانها بالقانون ودولة القانون والمؤسسات كمرجع، وهذا الأيمان المنطقي والصحيح والبناء يتنافى تماما مع صورة المشهد العراقي الذي يرى في الطائفة والعشيرة مرجعا وسندا له!! في ظل غياب شيء أسمه الدولة؟!. أخيرا نقول: اننا في كل أنتخابات نراهن على صوت الناخب العراقي ومدى وعيه وأدراكه بأنتخاب من يصلح له!! وفي كل مرة يخذلنا هذا الناخب؟! بعدم وعيه وأدراكه وشعوره بالمسؤولية الوطنية الملقاة عليه، وليثبت لنا بان غالبية الناخبين لا زالوا مخدرين وواقعين تحت تأثير الدين والعشيرة والطائفة والمذهب!!!! بما فيهم من يدعون الثقافة والمحسوبين على المتعلمين!!! وتلك كارثتنا الكبرى التي لا أنفطام منها!! وحسبنا الله ونعم الوكيل ولك الله ياعراق اللألام والمأسي!.
خارج الموضوع: في ظل هذه الظروف المربكة غير المسيطر عليها وفي ظل فوضى الدعاية الأنتخابية التي يعيشها العراق أقام فندق الشيراتون حفلا باذخا غريبا لم تألفه حتى أكبر ديمقراطيات العالم!! بأختيار أجمل ملكة جمال المرشحات للأنتخابات البرلمانية!!.لا تعليق ولنترك ذلك للقاريء الكريم!.
مقالات اخرى للكاتب