Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الرجل المفخخ بال.....ـــ قصة قصيرة: مهدي قاسم
الجمعة, أيلول 27, 2013

 

 

 

 

 

 

صعد أحدهم إلى سيارة " كيا "لنقل الركاب بتثاقل لاهثا ، معرّقا ، ببطنه الضخم و المندلق على شكل مخدة صغيرة ، وجلس على مقعد فاغر وهو ينظر حواليه بارتباك وحيرة بسبب الأنظار الفضولية التي توجهت نحوه والتي خرقته من كل جهة و ناحية .

همست إحدى الفتيات الراكبات في أذن أمها وهي تشير نحو الرجل الصاعد توا، همست بفضول و خوف :

ـــ أنظري إلى بطنه المنتفخ !.. أليس إنه مزنر بحزام ناسف .. أنظري ، أنظري جيدا .. لا لا .. ليس هكذا مباشرة .. حتى لا يحس .. لا إلى وجهه ، بل إلى بطنه إلى تت.... تحت !..

أخذت الأم هي الأخرى ترمق الرجل بتركيز متواصل على بطنه ثم في وجهه ، و بعد ذلك نزولا إلى بطنه وهي تمد رأسها نحوه بشكل ملفت للنظر و الانتباه .. فشعر الرجل بذلك وأزداد تعرقا وارباكا وشعورا بالإحراج ..

و إذا بالأم تصيح فجأة بصوت عال و بنبرة هلعة و ذعرة :

ـــ أي و الله ! .. أنه لابس حزام ناسف !.. يبووووي راح نموت ! ــ ثم أضافت وهي تشير نحوه بأصبعها ـــ أمسكوه.. أمسكوه .. يلا .. يلا .. بسرعة.. قبل أن يفجر نفسه علينا ..سترك يا رب !..

فسرعان ما دبت الضجة بين الراكبات و الراكبين على شكل صيحات خوف و فزع و هلع متزايد ، مع أيد تلوّح بغضب حينا وباستغاثة حين أخر ، مما حد بالرجل المثير للشبهات أن يضطرب في مكانه أكثر فأكثر و بقلق متزايد ، دون أن يعلم لماذا أصبح هكذا مثار الاهتمام و الفضول ، و لماذا بات مركز اهتمام الجميع و سخطهم و غضبهم و نقمتهم ، حيث عشرات من الوجوه القلقة تلتفت باتجاهه مع أصابع تشير نحوه غضبا وتهديدا ..

ومن شدة قلقه و اضطرابه استعان بيديه اللتين حاول قاصدا تعديل قمصه الذي فلت أحد أطرافه من تحت حزامه عند الخصر ، فآنذاك أزداد جميع من في السيارة خوفا و هلعا وصيحات عالية ، سيما من بينهم صراخات نساء هلعات :

ــــ إرهابي .. إرهابي .. إنه على وشك تفجير نفسه ، ديروا بالكم .. راح يفجر نفسه ..راح يفجر هس..سة....الزموه .. الزموه يا أهل الخير ألزموه !..

في هذه الأثناء توقفت السيارة عن السير فأندفع أحدهم و أمسك الرجل من يديه بقوة قائلا له بلهجة هي مزيج من نبرة آمر و تضرع :

ـــ لا تتحرك !..

بينما نط راكب أخر أيضا و أمسكه من رأسه و شده على مسند المقعد ، تبعه راكب ثالث قابضا على رجليه و ضغط عليهما بمسكة قوية ليشل حركته تماما ..

و كان الرجل المشبوه يصيح خائفا فزعا هو الأخر محاولا تحرير نفسه من قبضة الآخرين وهو يردد بصوت لاهث و متقطع :

ــــ أني لست إرهابيا .. أني بريء .. بريء والله العظيم !..

ولكن أحدا لم يكن يصغي إلى ما يقوله ، أو يستمع إلى كلماته ، لأن اهتمام الجميع كان منصبا على أنه هل أصبح في وضع يقدر على تفجير نفسه أم لا ؟ وهل تمكنوا من شّل حركاته وهل زال الخطر نهائيا ؟.. ولم يكتفوا بذلك إنما أخذوا يجرجرونه .. ليسحبوه من السيارة ..باذلين قصارى جهدهم لكي يخرجونه بحيطة و حذر .. كمن يحمل طبقا من البيض و يخشى من احتمالات انكساره و تهشمه المفاجئ ..

فقد كانوا أشد ما يخشونه من إنه قد يفجر نفسه في أية لحظة ممكنة ، فحرصوا على شّل حركاته الجسدية قدر الإمكان لكي لا يكون قادرا على ذلك ..

وفي هذه الأثناء ومن خلال الشد و الجر، و بينما كانوا يبطحونه أرضا ، ممدين إياه بكل حذر متوتر وخوف مشدود ، كانت أطراف قميصه قد فلتت من مكانها منحسرة و ممزقة ، وكاشفة عن كرش كبير و مندلق بكل ضخامة و فخامة ، كرش مكسو بمخدات من شحم مكتنز على شكل طبقات متراصة بشكل عشوائي وبارزة من الأمام و ما فوق الخصرين ..

فصاح أحدهم ممن مددوه أرضا ، صاح بصوت لاهث و متقطع من شدة التصارع مع الرجل الممدود أرضا :

ــ لا تخافوا ..ماكو حزام ناسف !..الحمد لله .. أنه مجرد كرش ضخم و مليء " بالبول و الخراء "!..فتصوروا إلى أية حالة مضحكة أوصلونا ! .. إذ أخذنا نخشى حتى من ظلنا !..

فترك الرجال صاحب البطن الضخم في مكانه ، بشيء من خيبة أمل ، بعدما تأكدوا من خلوه من حزام ناسف ، وصعدوا في سيارة " كيا " التي انطلقت بسرعة شديدة ، تاركة الرجل المتكرش في مكانه ، وهو مذهول من شدة الصدمة و المفاجأة ، محاولا أن يغطي و يستر جسده الأعلى و العاري المكشوف ببقايا قميصه الممزق ..

فتتمتم بغضب مكتوم وهي ينظر في أعقاب السيارة المنطلقة بأسى :

ــ يا لأولاد الكلب ! .. تركوني على قارعة الطريق و راحوا ..على الأقل .. لو أخذوني معهم بعد كل هذه البهدلة و المسخرة !..

 

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40591
Total : 100