فرنسي واحد قتل في الجزائر جعل الرئيس الفرنسي هولاند يقيم الحداد علية لمدة ثلاثة ايام وينكِّس علم فرنسا لأجله ،ويحزن الشعب الفرنسي له, كم رائع ان تكرم في بلدك وكم اروع عندما تشعر بالعزة والكرامة وبأنك اثمن شي في الوطن.هذا هو الوطن الذي حلمنا به يومنا ما,الوطن الانساني الحضاري الذي يحملنا جيمعاً على إختلاف الواننا وقومياتنا ومذاهبنا . الوطن الاب والارض الام. نعم حلمنا به كما حلم الامام علي عليه السلام: حينما سُئل عن الوطن فأجاب ليس ببلدٍ احق بك من بلد خير البلاد ما حملك, أي ما كرمك وأعطاك
لا ما علمونا في المدارس ونحن صغار ورحنا نردد دون فهم كالببغاوات
بلادي وان جارت علي عزيزة ٌ قومي وان شحوا علي كرام
لقد حلم المتنبي قبلنا بوطن ٍ يُنبت العزة ويمنحه الكرامة وطن لا يجور وقومٌ لا يشحوا فراح يردد :
وكل فتىً يولي الجميل محببٌ وكل مكانٍ يُنبت العز طيب
فلا خير في وطن لا يحترم مواطنيه ولا خير بشعب لا يتألم لأبنائه ، 1700 +400 مجموع الشهداء في سبايكر و الصقلاوية لم تفكر الحكومة العراقية ان تنكِّس أعلامها لأجلهم أو أن تجعل يومهم يوم حدادٍ وطني ، ألا تستحق هذه الدماء إلزاكية أن تكرم وان تَشعُر بأنها لم تذهب الى الفراغ، وهل دم فرنسي واحد قتل ظلماً على ايدي الدواعش الجزائريين هو اكثر قيمةً في سوق االتضحية من دماء الآلاف من جنودنا وأخوتنا، بالتأكيد لا ولكن هناك من يستشعر موقف الضحية الذي يقدم نفسه فداءاً لوطنه وشعبه, من اجل ان يحيا بلده شامخاً.فيمنحه حقه ويفضله على القاعدين درجة, وقبل ذلك يستشعرالمسؤول روحه الانسانية بانسانية الضحية. وهناك أرواح لبعض السياسيين كالحجارة او أشد قسوة وان لمن الحجارة ليتفجر منها الماء ولكن هؤلاء تصحروا فكان امر الطائفية مفعولا.
اشعر بالخجل وانا ارى الرئيس الفرنسي يعلن الحداد وأشعر بالحزن وانا أرى مجلس النواب الفرنسي يقف دقيقة صمت من اجل فرنسي واحد ، يا الهي كم رخيصة هي دماء العراقيين، وكم منها يجب ان يسفك ليروَّي وحشية الإرهابيين, وكم منها يجب ان يهدر ليوقظ ضمير السياسيين، وهل من بقايا ضمير لدى (المهمشين) ليتمكنوا من الوقوف الى جانب الضحية ضد الجاني ويعترفون يوما ان الانسان هو القيمة العليا على وجه هذه الارض فقد كرمه الله وفضله على كثير ممن خلقه ، فما بالنا لا نكرم منْ كرمه الله ( ولقد كرمنا بني آدم في البر والبحر وفضلناه على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً)
مقالات اخرى للكاتب