ضرب ذوو شهداء سبايكر, رغم الغضب العارم الذي يعتريهم ولوعتهم على فقدان فلذات أكبادهم, مثلاً راقياً بالألتزام بالقانون واتباعهم الطرق الشرعية والآليات السلمية الديمقراطية في مطالباتهم الجهات الرسمية بالكشف عن مصير ابنائهم ومعاقبة مرتكبي المذبحة من أيتام النظام البائد وافرازاته من الدواعش وتقديم قادة المعسكر المتهمين بتسليمهم لضواري الدولة الأسلامية الى القضاء لنيل جزائهم العادل.
فقد بدأوا بالتظاهرالسلمي في العاصمة وداخل مدنهم, للمطالبة بالكشف عن مصير ابنائهم او استرجاع جثثهم بعد ان تبينت خيوط الحقيقة من خلال شهادات ناجين من المجزرة وكشفهم ما جرى فعلاً وتحميلهم قيادات عسكرية في المعسكر المسؤولية عما حدث . ثم قام ذوو الضحايا بالأتصال بجهات سياسية و حاولوا أيصال صوتهم لممثلي الشعب في مجلس النواب, فجرى منعهم من الوصول الى قبة البرلمان لطرح ظلآمتهم, فأعتصموا امام بوابات المنطقة الخضراء حتى تمكنوا من لقاء رئيس مجلس النواب سليم عبد الله وبعض قادة كتل الأحزاب الأسلامية الحاكمة وفرضوا سلمياً عقد جلسة برلمانية لمناقشة ظروف المجزرة واستجوبوا القيادات العسكرية المسؤولة عن المعسكر, فأنكرهؤلاء مسؤوليتهم وحملوها للضحايا.
وبذلت محاولات حكومية للتعتيم على المجزرة او التقليل من فداحة الخسارة بأعطاء ارقام متدنية للضحايا وبأعتبار ذلك امراً طبيعياً يحدث في اي حرب, مع ان الشهداء لم يعطوا فرصة الدفاع عن انفسهم بل جرى تجريدهم من السلاح, كما جرى ايهامهم بأن الوضع طبيعي وكل شيْ تحت السيطرة, ثم تركهم لحكم القدر في منطقة غير صديقة ليستقبلهم ارهابيو داعش وبمركبات عسكرية ويرتكبوا مجزرة اتسمت بالسادية المطلقة.
لقد تطور التحرك الشعبي لذوي شهداء سبايكر بسلسلة من التظاهرات والنشاطات الأعلامية ثم الأعتصامات التي حازت على تضامن شعبي واسع وتبعه أنخراط ذوي ضحايا سجن بادوش وشهداء مجزرة الصقلاوية في المطالبة بمحاكمة القتلة الدواعش ومن سهل لهم امرالفتك بالضحايا, بشكل او بآخر.
ورغم بعض الأصوات الغاضبة المنفلتة من بعض ذوي الشهداء المطالبة بالثأر العشائري الا ان كل فعالياتهم اتسمت بالسلمية ولم تسجل حالات اعتداء على القوى الأمنية او على سياسيي السلطة, لابل لم تسجل اي محاولات تخريب للممتلكات العامة او لمرافق الدولة الأدارية.
يحاول بعض المسؤولين الحكوميين امتصاص غضب ذوي الشهداء بأطلاق الوعود لهم بتعويضات مالية مجزية ولشراء سكوتهم وايداع الجريمة في درج النسيان كما حدث للموصل وتفريغها من مسيحييها ثم المذابح بحق الأيزيديين وسبي نسائهم وغيرها من ملفات اقل هوناً كالخدمات والحريات...
يبدو ان ابناء شعبنا ومن خلال انتفاضة ذوي الشهداء, بدؤوا يتحررون من تقبل الموت المجاني لأسباب يتطلبها استمرار المذهب, كما أوهموهم قادتهم الدينيين, على حساب حياتهم وحياة ابنائهم, وأدركوا بأن استمرار بقائهم وبقاء ابنائهم على قيد الحياة اهم من اي اعتبارات ايديولوجية, لم تخدمهم يوماً.
مقالات اخرى للكاتب