ما زال العراق والعراقيون يظلمون من قبل البعيد والقريب والعدو ومن يظنون به انه صديق كأن الظلم خلق حتى لا يفارق العراق والعراقيين وأي ظلم وأرواح أبناءه تزهق ودماءهم تراق وأموالهم أصبحت بأيدي السراق ومصيرهم يتحكم به أناس أقل ما يقال بحقهم أنهم فاشلون ...

اليوم أحببت ان أسلط الضوء على مظلمة أخرى وقعت على العراق والعراقيين من قادته السياسيين وبعض أركان حكومته المنبطحين ... تصريحات أطلقها بعض المسؤولين الحكوميين تصادر وتنسف جهود العراقيين ويضعوها في خزانة حكومات شرقية وغربية على الرغم من ان هذه الحكومات أوغلت في دماء هذا الشعب المسكين ... وسرقة خيراته...        

تألمت كثيرا حينما شاهدت وسمعت وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري وهو يلقي كلمته في جلسة مجلس الأمن الدولي بخصوص دعم العراق والتي كانت بتاريخ 19/9/2014 حيث قال فيها : ((أودُّ أن أعبِّر نيابة عن شعب وحكومة العراق عن امتناننا لدور الولايات المُتحِدة، ودول الاتحاد الأوروبيِّ، والدول العربيّة، والصديقة الأخرى، وخاصة دول الجوار؛ لما قدَّموه من مُساعَدات إنسانيّة لمُواطِنينا النازحين، والمُحاصَرين، ومن دعم عسكريٍّ، وخاصة الضربات الجويّة الذي مكـَّننا من إيقاف داعش، وإعادة بسط السيطرة على بعض المناطق لحدِّ الآن.))

بكلمته هذه جعل الفضل في إيقاف تقدم داعش وتحرير بعض المناطق المحتلة من قبل هذا التنظيم الإرهابي يعود للضربات الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية والمتتبع للأحداث يجده قد ظلم غيارى العراق وتملق كثيرا للولايات المتحدة الأمريكية وقد حصل على ما كان يصبو إليه حصل على ثناء  كيري بعد الفراغ من كلمته إلا أنه ظلم العراق ورجاله ...

ان الجعفري لم ينس بل تناسى عمدا ان تحرير آمرلي جاء بجهود مشتركة بين القوات العراقية وغيارى الحشد الشعبي ولم يشارك الطيران الأمريكي بشيء بل تم استعادة زمام المبادرة وتقهقر داعش نتيجة ضربات الغيارى من أبناء العراق الذين لبوا نداء المرجعيات الدينية ...

وبعد ستة أيام أصبت بصدمة أخرى حينما قرأت خبرا يوم الخميس 25 أيلول 2014 بعنوان " العبادي لروحاني : مساعداتكم أوقفت زحف الإرهاب في العراق"

حيث جاء فيه " من جهته أكد العبادي ان العلاقات بين إيران والعراق مميزة وشاملة معتبرا ان الإرهاب لا يشكل الخطر على وجود العراق فحسب بل انه يهدد الإسلام وجميع الدول مؤكدا ان تقديم المساعدات والاستشارات الإيرانية أفضت إلى وقف زحف الإرهابيين في بلاده. وقال إن موقف إيران في تقديم المشورة وإرسال مساعدات للشعب العراقي مكنا العراق من الوقوف أمام تقدم الإرهابيين. "

وحقيقة لا أعلم هل أن الحكومة العراقية واحدة وذات إستراتيجية محددة ومتفق عليها أم ان المسألة ارتجالية ومبنية على الميولات النفسية لهذا نرى بأن وزير الخارجية يصرح بأن الفضل للولايات المتحدة ورئيس الوزراء يصرح بان الفضل لإيران وكأن العراق خلق ليكون مظلوما ولا يوجد من ينصفه وإن وجد فصوته غير مسموع في وسط ضجيج هؤلاء المتملقون !

شكرا لأمريكا ... شكرا لإيران ... شكرا لكما لأنكما أوقفتما تقدم داعش بجثث أبناء الشعب الأمريكي والإيراني وحررتما مناطق العراق بصولاتكما والعراقيون بقوا نائمين منعمين في بيوتهم ... ولم يخدش منهم أحدا ...