على الرغم من التاريخ العريق، والابداع المتأصل، والسياسة الكبيرة، والساسة الكثيرون، الذين أسلفنا عنهم، تعيش الشطرة تشرذم وفوضى عمرانية وتهميش واعمال، انعدام للخدمات واختناق سكاني مرعب، مستنقعات تملأ الضواحي ونفايات غارقة تزاحمها زهرة النيل على مجرى نهر مدينتي.
مدينة ليس لها سوى شبه مستشفى، سبق وان انعمت عليها به (مركريت حسن)، تهيكل حالياً، يشكو من خدمة نفسه لا نزلائه، بطالة تعم الشباب، مساحات زراعية أتركت بسبب شحة المياه وانعدام الدعم الزراعي، لا وجود لمدينة جامعية سوى كليتين اثنين بدأ العمل بهما حديثاً.
محسوبية سياسية قضت على من لا يعرف الا الله، حالات من الاصطدام العشائري واحدة تلو الأخرى، حرب اهلية مبطنة، شوارع ممزقة ومشاريع سرق القائمين عليها مبالغها، وهربوا تاركيها قيد التوقف.
مدينة على الرغم من اصالتها، لكن فساد ساستها اطال طيبة أهلها، فابتعد الأخ عن اخية، فيما حددت قيود الصداقة فيها.
خلاصة القول: مدينتي لا تطالب بثمن لدماء الذين ضحوا من اجلها، خلال عقود طويلة، ولا تريد اجر لمبدعيها، ولا تطلب خدمات لمواقع حضارتها وارثها، كل ما تريده، ان يلتفت اليها ابناءها المتصديين لمراكز القرار بنظرة رحيمة.
سلام.
مقالات اخرى للكاتب