Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بالونات ابراهيم عرب وصواريخ الجراد
الثلاثاء, أيلول 27, 2016
سعد محسن خليل

في كل المقاييس الاخلاقية  يعتبر الكذب من الصفات الذميمة للانسان و التي حرمتها الاديان السماوية  فالشخص الذي يتصف بهذه الصفة يكون محط  سخرية  واستهجان المجتمع  المحيط به  وغالبا مايكون محل شك وريبة  وعدم ثقة  بين الناس حتى وان كان صادقا في كلامه في بعض الاحيان .. وغالبا ما يكون الكذاب مذموما بين اصدقائه  .. لكن رغم منبوذية هذه الصفة الا انها قد تكون محببة  في بعض الحالات عندما يكون الكذب للفكاهة والطرافة  خاصة  اذا كان  يصدر من اشخاص اشتهروا بهذه الصفة فعندما يسرد ذلك الشخص قصصه التي قد تكون ضربا من خيال  يُضحك المحيطون به فيما يبقى الكذاب  ساكنا وهو في برود تام .. ومن الاحداث التي اتذكرها خلال فترة الصبا عندما كنا نتجمع  حول صاحب محل في منطقتنا اشتهر باطلاق البالونات " الاكاذيب " من العيار الثقيل كنا نتشوق لسماعها  رغم اننا كنا على يقين بانها بالونات واتذكر من هذه البالونات عندما اخبرنا صاحب المحل ابو سمير ان  حياته كانت في خطر اثناء مشاركته في حرب وقعت شمال العراق حيث وجه له قناص اطلاقة نارية من بندقيته اتجهت الى  " نافوخه " راسه الا انها لم تستقر في  " نافوخه " بعد ان " تزحلقت " نتيجة وجود زيت من زيوت المحركات على جبهته  ورغم ثقتنا ان البالون الذي اطلقه صناعة محلية  بامتياز الا انه يستمر في اطلاق بالوناته المضحكة  فيعالجنا ببالون من العيار الثقيل  .. صاحب المحل ابو سمير لايقارن بالكذاب ابراهيم عرب فقد ذاع صيت هذا الكذاب في بغداد ..  
وابراهيم عرب من الشخصيات الظريفة التي ظهرت في منطقة الاعظمية  وكان يكنى باسم " ابو فخري " ويمتلك  " ابراهيم عرب " مقهى شعبي  يرتاده  عدد كبير من  محبي الاستماع الى قفشاته حيث كان يطلق بالونات حسب التسمية البغدادية  تجعل المستمع لحكاياته البالونية  يندهش ويصاب بالدوار كونها حكايات تفوق الخيال العلمي  والمنطق ولايتصورها عقل .. هذه الحكايات ربما تكون من ضمن اساليبه لجذب الزبائن الى المقهى اضافة الى اعطاءه شهرة حيث كانت حكاياته البالونية تثير اهتمام المواطن البغدادي الذي يعشق النكتة والفكاهة ويقول  ابراهيم عرب انه قادر على ايجاد الحلول لكل المشاكل التي تواجه المجتمع ويتلو رواياته العجيبة الغريبة ببرود وتلقائية دون تلعثم وكأنه عاش الحالة لكن مبالغته الكبيرة في سرد الاحداث  غالبا ما كانت تثير الضحك ..ومن الشخصيات الاخرى التي اتصفت بصفات ابراهيم عرب "كون ابو سمرة "  ومن حكاياته يقول " في يوم من الايام  اخبروني بان قطارين احدهم من البصره والاخر من بغداد سيتصادمان في الديوانيه وذهبت الى محطة الديوانيه ووقفت على السكه وعند وصول القطارين اوقفتهم وانا وسطهم فدفعتهم وعادا الى الوراء والعائد الى البصرة دهس  شخص في الشعيبة " ومن الحكايات الاخرى حيث قال " زارنا الملك فيصل الثاني وتنكبت بالسلاح واديت التحيه له "اي للملك"  فقال لي ماهذا ياكون ويشير الى اعلى بندقيتي واذا بجندي معلق بالحربه فاجبته سيدي قبل قليل كانت معركه بالسلاح الابيض وقد نسيته معلق " ورغم  الكذب المبرمج الذي كان يطلقهما هذان الكذابان الا ان  الجمهور المحتشد حولهم كان  يعرف مسبقا  ان مايطلقوه من  احاديث هي بالونات  محلية سرعان ماتنفجر فيؤدي انفجارها الى بث  الضحك  والسخرية  من مطلقي هذه البالونات .. ورباط الكلام  فان العراقيين  تعودوا على الاستماع لهذه البلونات  لكن تقادم الزمن والتطور الحاصل لاتقارن بالبالونات التي يطلقها  قادتنا الساسيين الاجلاء اصحاب المعالي والفخامة والسيادة والسعادة  المنكبين على تادية اصول العبادة  فهو غالبا ما يطلقون صواريخ عابرة للقارات لاتقارن بقوة وقدرة  البالونات  وهذه الصواريخ غالبا ماتولد الرعب بين عباد الله  حال فرقعتها مثلما حصل  عندما اطلقوا صاروخ خطر انهيار سد الموصل واحتمال اغراقه مدن عديدة من العراق ومن بينها بغداد حيث سيصل ارتفاع منسوب المياه الى اربعة امتار ومن ينظر الى مناسيب  نهر دجلة المنخفضة  حاليا  يشعر بمدى حجم الصاروخ الذي أُطلِق لتخويف المواطنين بالخطر المزعوم لاسباب مازالت مجهولة .. 
 والصواريخ التي تطلق بين الفينة والاخرى صواريخ تحمل مواصفات خاصة صنعت في ارقى المصانع الاجنبية وهي صواريخ ملونة بالوان الطيف الشمسي فبعضها صنعت في كندا وايران وسوريا والبعض الاخر  في دول اوربية  وهي صواريخ مدمرة للفكر العراقي الذي تتجاذبه اعاصير التغيير الذي جاء به السياسيون وهم يهرولون مسرعون باتجاه العراق لملء الفراغات الحاصلة في بنية النظام السابق بعد دخول القوات الامريكية العراق وتوزيع المناصب  والمكاسب والتي لم يجنِ منها الشعب غير الهم والغم حتى فاقوا في اطلاق صواريخهم العابرة للقارات بالونات ابراهيم عرب الذي كان يردد بانه قادرا على ايجاد الحلول لكل المشاكل التي تواجه المجتمع فكانت صواريخهم اشد وقعا وتأثير على العباد الذين سئموا  طنين هذا الجراد .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48772
Total : 101