ليس هناك إحصائية دقيقة بعدد الشخصيات النسائية التي شهدت واقعة كربلاء ،لكن حسب المصادر فأن الركب الحسيني ضم 61 امرأة وبنتاً وجارية .
لقد كان للنساء في ثورة الإمام الحسين (ع ) بشكل عام وفي واقعة الطف بشكل خاص دور كبير ومهم ساعد في إنجاح الثورة وأوصلن رسالة مدوية للعالم بنصرتهن للمظلوم ورفضهن للظلم والطغاة.
وحينما سُـئل الحسين(ع) عن سبب أخذه للنساء والاطفال الى كربلاء مع أنه يعلم بأنهم سوف يسبون ؟
كان جوابه " شاء الله أن يراني قتيلاً ويراهنّ سبايا " .
وفي مجريات ثورة الحسين والمواقف الخالدة للسيدة زينب وما قامت به من إكمال لمسيرة الحسين في ثورته ـ والتي مازالت آثارها ليومنا هذا ـ يعلم حكمة المشيئة الإلهيّة في أخذ الحسين لعياله إلى كربلاء.
كان للسبايا من نساء الحسين (ع ) دور مهم في تخليد ثورته وقد يطرح سؤال هنا ألم تتعرّض هؤلاء النسوة الطاهرات إلى الانتهاك في مسيرة النهضة وفي يوم عاشوراء؟ يرد الشيخ الطبسي في هذا الموضوع : ــ فما حدث للودائع النبوية في عاشوراء دليلٌ إضافي على أنّ الحكم الأموي ما كان ليمتنع عن الإقدام على هذه الفعلة المشينة فيما لو تركها الإمام الحسين (ع) في مكة ورحل من دونها. كما أنّ تعرُّض الودائع النبوية إلى الأذى والسجن قبل خروج الإمام من مكة، سوف يكون له أثره السلبي على مسار حركة أحداث النهضة الحسينية، ولن يكون عنصراً داخلاً في تفعيل أهدافها ورسالتها، بخلاف وقوع هذا الحادث في إطار الحركة الحسينية وفي المسار المرسوم لها.
فمن هن نساء الثورة الحسينية عددهنّ وأسماؤهنّ، ودورهنّ.
أن النساء اللواتي شهدن عاشوراء كان بعضهن من بنات علي (ع) اللاتي شهدن عاشوراء هن: زينب، أم كلثوم، فاطمة، صفية، رقية، وأمّ هانئ وبنات الحسين هن: فاطمة وسكينة. والنساء اللاتي شهدن كربلاء هن: الرباب، عاتكة، أمّ محسن بن الحسن، بنت مسلم بن عقيل، فضّة النوبية، وجارية الإمام الحسين عليه السلام، وأمّ وهب بن عبدالله.
خرجت خمس نساء من مخيم الحسين إلى العدو، وهن: جارية مسلم بن عوسجة، وأمّ وهب زوجة عبدالله الكلبي، وأمّ عبدالله الكلبي، وزينب الكبرى.
المرأة التي استشهدت في عاشوراء هي أم وهب، وهي امرأة نميرية قاسطية، زوجة عبدالله بن عمير الكلبي، لما سقط مشت إليه وجلست عند رأسه وطلبت من الله الشهادة، فقتلها هناك مولى الشمر بعمود ضربها على رأسها.
قاتلت امرأتان يوم عاشوراء من فرط الانفعال، دفاعاً عن الحسين وهما: أمّ عبدالله بن عمر، التي أخذت عمود الخيمة بعد مقتل ولدها وسارت إلى الأعداء فأعادها الإمام إلى الخيمة، والأخرى هي: أمّ عمرو بن جنادة التي أخذت رأس ولدها بعد مقتله وقتلت به رجلاً من القوم. ثم أخذت سيفاً وارتجزت وهجمت على الأعداء إلاّ أن الإمام أعادها إلى الخيام.
انضمّت لهم بنت عمر(زوجة زهير بن القين) إلى قافلة الحسين برفقة زوجها، وهي التي شجّعت زوجها على الالتحاق بالحسين.
و شهدت كربلاء أيضاً الرباب بنت امرئ القيس الكلبي، زوجة الحسين، وهي أمّ سكينة وعبدالله. وكانت هناك أيضاً امرأة من قبيلة بكر بن وائل، وكانت في بداية أمرها مع زوجها في جيش عمر بن سعد، لكنها لما رأت هجوم جيش الكوفة على خيام العيال حملت سيفاً وجاءت إلى الخيام وندبت آل بكر بن وائل لنصرتها .
كان ضمن سبايا أهل البيت زينب الكبرى وأمّ كلثوم بنات أمير المؤمنين، وفاطمة بنت الحسين ، وكان مجموع هؤلاء النساء إضافة إلى الأطفال يؤلف قافلة سبايا أهل البيت، الذين فرّوا بعد مقتل الحسين وهجوم الأعداء على الخيام، ثم قبض عليهم وسيقوا في قافلة السبايا إلى الكوفة ومنها إلى الشام.
لقد كان لدور الثائرات الحسينيات اثرا كبيرا في تعميق مبادئ الثورة وتخليد مبادئها على مر العصور والازمان بتعميق البُعد العاطفي والمأساوي لواقعة كربلاء ، وثباتهن ومشاركتهن بالجهاد وضربن الامثال في الصبر على البلوى ، وواصلن النداء لنشر القضية مع تقوية معنويات أزواجهن وابنائهن المقاتلين مع الحسين (ع ) ، كما مارسن دورا لوجستيا في تأمين خدمات التمريض ، والادارة والتعامل مع الازمات في موقع القتال ، وبصمودهن وايمانهن استطعن تحويل حالة السبي والظلم الى حرية وقبسا لجميع ثوار العالم .