اشتعلتْ حربُ التصريحات والتصريحات المضادة بين قادة البلد السياسين ومن غيرهم , بُعيدَ السقوط المدوي لاربعين بالمائة من أرض العراق بين ليلةٍ وضحاها , بيد الاوغاد القادمين من وراء الصحراء..وكان ذلك في 12 حزيران 2014م ,التاريخ الاسود وماتلاه...وكانت جل التصريحات النارية تنطوي على أمرين لاثالث لهما , أولهما يتحدث عن الخيانة المفترضة الوجود ..؟؟؟وثاينهما يتحدث عن التسقيط السياسي والانتهازية...؟؟وكلا الامرين محصور في مجموعة من الاسماء والكتل السياسية , المتصدرة للمشهد السياسي في العراق ما بعد 2003م , والتي تشتبك نهارًا وتتقاسم موائد العشاء والسهرات والمقاولات ليلا ....؟؟؟ وهذا ديدنهم المفضوح الذي أوصلنا لهذه النتيجة البائسة..
ولكنْ لا أحد يستمعُ للمثقف العراقي ولا أحد يقرأ لما نكتب ولا يهتم بذلك أصلا ,وبقيت دائرة الكتابة والتحليل محصورة بمجموعة الاقلام ,والتي تكتب وتقرأ لبعضها فقط , و هذا مؤشر خطير لمستوى الوعي الجماهيري ,الذي يتطلب من شريحة الاكاديمين العراقيين ,الاشتراك مع زملائنا الكتاب في رسم وتوضيح المشهد الحقيقي في العراق ,وهذا موضوع أخر تماما ,عما في هذه السطور ,,أقصد موضوع التباعد بين حملة الاقلام العراقيين وبين أداء الاكاديمي العراقي في المشهد السياسي والحياتي...إلا قلة قليلة ممن اختطوا خط الاكاديمية والاشتراك في كتابة الحزن العراقي في آن واحد .
بتاريخ 12 /1/2014 م ,نشرتُ في عديد المواقع الالكترونية العراقية موضوعا تحت عنوان { أحذروا من حلب الثانية في الموصل } ,كان الموضوع يتناول احتمالات سقوط الموصل في قادم الأيام والأشهر ..وكالعادة لم يلق اهتماما من أي مسؤول في الدولة أو جهة معينة ,حالي مثل حال زملائي في الصحافة الالكترونية....واليوم نقف عند توصيف مشكلة كبيرة جدا , ستحلُ في العراق في القادم من الأشهر القليلة ربما ,وستكون مأزقا كببيرا جدا جدا .. . الموصل بتعداد سكانها البالغ عدة ملايين , تعيش الآن تحت وطأة حكم الجماعات الاسلامية التكفيرية المسماة داعش ...وذاك منذ ستة أشهر مضت , وفي خلال تلك الفترة تمَّ تهجير وقتل وتشريد مجاميع كبيرة من ابناء الموصل من الأخوة المسيحين والأزيدين والشبك والتركمان الشيعة ,ومن لم يظهر الولاء للدواعش من ابناء السنة العراقين .وبقي أهل الموصل مندهشين من ظهور هذه الجماعات التكفيرية الغريبة , بعد أنْ تنادى أغلبية أهل الموصل لطرد الجيش العراقي { الصفوي ,المالكي } على حد تعبير أغلبيتهم ..؟؟؟ و من المؤكد اشتراك عدد كبير من سكان الموصل في تهجير وتقتيل كثير من الفئات المذكورة بالمشاركة مع الدواعش من ابناء الفواحش , مما أدى إلى ظهور عامل اجتماعي خطير في هذه المدينة , قائم على فكرة الثأر والكراهية الشديدة ؛ ولهذا نتائج خطيرة ستظهر ولو بعد حين , ولايمكن للمتتبع للمشهد العراقي أن يغفل عن هذا أو يتغافل عنه بقصد ..
الحربُ على أبواب الموصل , ولاشك في ذلك , وسوف تكون حرب شوارع ومليشيات ,وأظن إنّ الجماعات المسلحة المسيطرة على أرض الموصل ,سوف تجعل من السكان المدنين في الموصل درعا لها وأداة أعلامية كبرى لاستقطاب الشارع العربي ضد بغداد وكردستان في آن واحد { بشرط اشتراك الاقليم في المعركة } وحينها , سيضطر الموصليون لسلوك كافة الطرق للنجاة من الحرب ؛ بشكل موجات نزوح كبرى غير موجهة لمكان معين ,وهي طامة كبرى جديدة ستلحق بالمجمتع المدني العراقي ,وهو أمر واقع لامحال ,ولايمكن تجنبه في أي شكل من الاشكال , وعلى أهل الموصل أنْ يحسبوا حسابه , فيا ترى هل أستعد أهل الموصل لهذه المحنة وكيف تفكر المؤسسات الحكومية ذات الاختصاص بالموضوع , وما هي الحلول المطروحة لهذه المشكلة ...مجموعة من التساؤلات المطروحة والمؤجلة إلى إشعار أخر ..هذه هي المشكلة القادمة , اطرحها بتواضع ولكني عاجز عن إيجاد أي صيغة للحل أو للاقتراح...
مقالات اخرى للكاتب