دعونا نعرف الغمان: هي جمع لمصطلح الأغم: وهو ذاك الذي تكاثر عليه اللوم فأصبح مشدوه البال، فلا يستشار ولا يكلف بمهمة، والمهمة الصعبة هي حكم العراق، الذي ضعف أمامها أبطالا في السياسة، لكن ماذا لو أنيطت المهمة الى أولائك الغمان.
أعتقد بأن العراقيين يعيشون اليوم، فترة العذاب الذي تمنوه هم! عندما هرعوا الى صناديق الاقتراع ولطخوا أيديهم بالحبر المشئوم، الذي لا يجف عاره الا بزوال هذه الزمرة الفاسدة، التي تسلطت على رقابنا، فإن لم نستطع ازالتهم بقينا في العذاب، الذي أطال الكبير والصغير، والرضيع والكهل.
سياسيون فاشلون سلطوا أضوائهم على نهب المال، ورصه في ميزانياتهم في خارج البلد، فأخذوا ينهشون به من كل صوب، ساعين الى إفلاسه وللأسف نجحوا في ذلك، فمن ميزانية إنفجارية الى تهديد بالجوع، ومن سيادة لوطن الى تدخل وإحتلال لمناطق في ذلك الوطن، فما عادوا يعبهون إن بقي حياً أو مات.
مهمة في غاية الصعوبة، أنيطت الى هؤلاء السذج الذين أفسدوا البلاد وأجاعوا العباد، فلا أبسط الحقوق ولا انجازات تذكر، في حكوماتهم المتعاقبة التي سادها أكل مال الفقير وظلم الرعية، أي دين يقبل بهذا؟ وأي ملة أباحت لكم ما تعملون؟ تدعون الاسلام وهو منكم براء، تتحدثون بالدين وهو منكم مترفع، فالإسلام لا يتحمل أفعالكم المشينة والمفسدة.
لا أدري هل نعلن توبتنا ونحن نقترب من السباق الانتخابي مجددا؟ أم نمضي بنفس الذنوب التي ذقنا طعم عذابها، ونحن ننتخب القوي الامين ومعا نبني الوطن، وغيرها من الشعارات البراقة، التي أمضت على ورقة عذابنا، لأكثر من سنوات ثمان، هل نستيقظ من سباتا؟ أم نعود لنرمي أولادنا في النار! بسبب السياسيين الذين غرسنا أصابعا في اللونين الازرق والاحمر من أجلهم.
ما أود قوله: لابد لنا ان ننهض في صحوة إنتخابية عارمة، تأكل في طريقها كل الغمان الذين أوصلونا الى هذا الحد، ونقطع تلك الايادي التي تصافحت مع أعداءنا، ونضع نهاية لذلك الفلم الذي أخرجوه ولا يريدون نهايته، لكي لا تنتهي حلقته الاخيرة وميزانياتهم لم تملئ بعد، من خيرات وطننا، ونأتي بأبناء الوطن الخيريين، ليعمروا ما دمرته الثلة الفاسدة، ويأخذوا بأيدينا الى ساحل الامن وتحقيق الانتصارات.
مقالات اخرى للكاتب