منذ احتلال داعش لاربع محافظات في المنطقة الشرقية لسورية، وسيطرتها على 60 بالمئة من ابار النفط هناك ،وكذذلك سيطرته على عدد من ابار النفط العراقية ،وهو يمارس عملية تهريب منظمة للنفط ،باستغلاله السكان المحلييين في استخراجه وتسويقه عبر الاف الشاحنات ليصل الى الموانئ التركية على مرأى من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي تغض النظر عن هذه الشاحنات المحملة بالنفط العراقي والسوري المهرب .
ذكرت صحيفة (كلا سكامين ) النرويجية في احدث تقرير نشر في السابع من كانون الاول 2015 وفقا لمعلومات حصلت عليها من شركة الطاقة النرويجية (رستاد) ان معظم شاحنات النفط المسروق من قبل تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا تصدر الى تركيا،حيث يباع ضمن صفقات وباسعار زهيدة ،وأضافت الصحيفة ان كميات كبيرة من النفط هربت من المناطق التي ينتشر فيها داعش في العراق وسوريا عبر طرق التهريب الحدودية مع تركيا وتباع هذه الشحنات باسعار زهيدة جدا تتراوح من 12 الى 25 دولاراً ،وخلص التقرير بالقول ان الشاحنات المهربة عبر السوق السوداء هي من القضايا الراسخة عبر تركيا وبمساعدة حرس الحدود الفاسدين والمهربين الذين يساعدون في تهريب النفط من داعش الى تركيا.
كشفت وزارة الدفاع الروسية في بيان قدمته في بداية تشرين الثاني 2015 ادلة دامغة تؤكد ان معظم تجارة النفط غير الشرعية من قبل داعش متجه الى الاراضي التركية ،حيث عرض نائب وزير الدفاع الروسي (اناتولي انتونوف) في لقاء مع الصحفيين اظهر فيه فديو وخرائط مفصلة تبرز الطرق التي يتم عبرها تهريب النفط الداعشي الى تركيا ،وهي ثلاثة مسارت :الشمالي يؤدي الى مصافي النفط في تركيا والمسارالغربي يوصل الى الموانئ التركية في البحر المتوسط والشرقي يؤدي الى محطة نقل ،وأوضحت الوزارة ان عائدات داعش من النفط المسروق كانت 3 ملايين دولاريوميا قبل بدء الضربات الجوية الروسية في سوريا،وشدد المسؤول العسكري الروسي على ان القيادة العليا التركية والرئيس التركي ونجله متورطون في التجارة غير الشرعية للنفط السوري والعراقي وتهريبه الى الاراضي التركية .
يمتلك داعش اسطولاً ضخماً من صهاريج نقل النفط يفوق احيانا ما هو موجود في بعض الدول ،ونجح في استغلال السكان المحليين لانتاج النفط ونقله وتسويقه ،وقبل المعلومات التي كشفها انتونوف نائب وزير الدفاع الروسي ان حجم اسطول الشاحنات يبلغ نحو 10000 شاحنة مخصصة لنقل النفط المسروق ليهرب الى مقاصده في تركيا . ولديه شبكة واسعة من المهربين لتسهيل التجارة بالنفط المهرب .
ذكرت صحيفة الرأي الكويتية الاثنين 7 كانون الاول 2015 ان تركيا تشتري النفط المسروق من العراق وسوريا لتستخدم جزءاً منه في السوق المحلية والجزء الاخر يصدر الى اسرائيل ،وأضافت ان تركيا تستلم النفط المهرب بسعر زهيد يبلغ 17 دولاراً للبرميل .
اشارت قناة روسيا اليوم في 19 كانون الاول 2015 نقلا عن عضو بالحزب الاشتراكي التركي (جورسيل نيكن )ان تركيا تقوم بشراء النفط المهرب من سوريا والعراق عبر شركة تابعة لبلال اردوغان نجل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتسوقه عبر موانئها الى الاسواق العالمية ، في الوقت الذي كان فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعرض صورا خلال قمة العشرين رصدتها الاقمار الصناعية الروسية تظهر حجم تجارة النفط المهرب الذي يقوم به داعش لتمويل عملياته العسكرية ،وردا على اتهامات بوتين قال الرئيس التركي اردوغان انه سيقدم باستقالته اذا ثبت صحة كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول اسهام بلاده في تجارة النفط المهرب من قبل داعش .فيما اكد الدكتور حيدر العبادي الاثنين 8 كانون الاول 2015 خلال لقائئه وزير الخارجية الالماني فالتر شتاينماير ان غالبية النفط المهرب من اراضي يسيطر عليها تنظيم داعش يسوق عبر تركيا .
ونحن تقول لك يا سيد اردوغان ان الشمس لايحجب ضوءها غربال وانك ونجلك وجهاز مخابراتك وحرس حدودك غارقون حتى النخاع بتجارة النفط المسروق و المهرب من العراق وسوريا .
مقالات اخرى للكاتب