مع نهاية كل عام ميلادي تتعدد الامنيات التي لم تتحقق في الايام 360 من السنة التي رحلت بسرعة البرق والذي لم يتمكن خلاله المرء من عمل كثير مما كان يتمناه ويكون الحل بأن يضع كل آماله في العام الجديد وهكذا لإن الامنيات تتشابه كثيراً تدور حول تحقيق دخل أكبر و خسارة وزن أكثر والمحافظة على صحة أفضل وشراء سيارة أحدث والانتقال إلى منزل أكبر والحصول على وظيفة أفضل وغيرها من الأمنيات التي تسيطر على افكار الجميع في بداية العام الجديد ويعقد العزم على تحقيقها لكن الذي يحدث أنه وبعد مرور أسابيع عدة من بداية العام الجديد يكتشف البعض أن الطموحات والامنيات تتراجع أمام المد الجارف لمتطلبات الحياة اليومية المتسارعة والتي لا تسمح حتى بالتقاط الأنفاس والمشكلة تتكرر كل عام نضع أمنيات وطموحات وأهدافاً غير محددة المعالم أو غير القابلة للقياس أو بلا نهاية وبلا برنامج زمني وأحياناً تكون غير واقعية وغير قابلة للتطبيق فعندما نحدد أمنيات للعام الجديد يجب أن نعرف لماذا نريد هذه الأمنيات وما التأثير أو التغيير الذي ستحدثه في الحياة وذلك قبل أن نضع خارطة طريق تقود إلى هناك ولكن ظلت الاوضاع على ماهو عليه فلا متقاعد أو ارملة حصلوا على (بحبوحة)!!رواتبهم ولا أنخفضت نسبة العاطلين من الشباب ولا كهرباء وطنية تكفي ولاحصة تموينية تشبع الناس ولاخدمات بلدية وصحية ومشاريع قرارات لخدمة الشرائح الفقيرة وعدد النازحين في تصاعد بين الحاجة والعوز والفاقة والامراض والاوبئة التي تفتك باطفالهم بل ان شبح التقشف وتهديد فقراء الوطن من السواد الاعظم هي التي ستطارد الغالبية مع بداية العام المقبل يفترض انه جديد ومعظم شعوب الارض تستقبله بأمل..وبسمة..وإشراق.. ومحبة.. تبعث نسماته الرقيقة أحلى الأمنيات للناس بالخير بالسعادة وبالتفاؤل.. يهلل للخالق في عظمته وكبريائه..ويدعوالجميع إلى العمل والتسابق إلى التنافس..لترقى البلدان إلى مكانة تسمو بها فوق هامات الكون كله هذه كلها تسمى أحلاما (وردية )!! ومنهم من يرى ان سنة مضت تذهب من عمر الإنسان هي سنة مربكة أكثر من كونها عاماً يذهب بخيره وشره ويعترض على من يحتفل بميلاد عام فيقول (كيف يحتفلون بسنة مرت من أعمارهم فضياع سنة من العمر المفترض أن يحزنوا عليها لا أن يفرح بضياعها )واخر يرى أن (الاعوام الراحلة المنقضية ما هي إلا صناديق شئنا أم أبينا علينا أن نعبئها ثم نحكم إغلاقها لنسلمها ونرسلها لسجلات للسماء) وبين عام منصرم وعام يطرق الأبواب يقف الناس محمّلين بأعباء 360 يوماً هي عدد أيام السنة ويبوح البعض عن مشاعرهم وخططهم وتمنياتهم لعام 2016 ولم يعد يتفاعل العراقيون مع مجريات الأحداث في العالم بكثير من التقلبات إنما يكتفي بما يجري ضمن محيطه الصغير والمحدود لهذا جاء الرضا كمؤشر إلى ارتباط المشاعر بالأحداث الشخصية والخاصة والعاطفية المرتبطة بكل على حدة وأن حاجات الناس النفسية التي يتمنون الوصول إليها في العام الجديد هو هدوء الأعصاب وضمان العيش ان يعود حيا نهاية كل يوما بدلا ان يلاقيه مفخخة او اعتقال او خطف او.. او.. من مشاهد الكاميرا الخفية الحياتية !!وغيرها وكما يسمى من مفاجات الطريق وما اكثرها وهي تحيط بنا يوميا والذي لا نستغربها لان القاعدة العامة تكمن في توتر الناس الدائم باوضاع البلاد التي اختلط بها الحابل بالنابل بينما الراحة النفسية هي الاستثناء الذي يصعب الوصول إليه فالإنسان حسب تعبيرها خُلق لكي يسعى إلى تحصيل الرزق والنجاح وتأسيس العائلة وهذا السعي أو البحث يخلق صراعات ومواجهات بين الإنسان والخارج مهما يكن هذا الخارج وهو ما يُعرّضه لأزمات وضغوط .. لذا امال واحلام البشر في بلادنا مؤجلة كما هي احلامهم منذ سنوات عجاف امتدت من 2003 الى يومنا هذا وهم منتظرون تحقيقها ومع ذلك نقول كل عام وانتم أحياء فقط لانها النعمة الباقية فقط ليس غير.
مقالات اخرى للكاتب