غالبا ما نسمع اصوات نشاز في هذا المجال او ذلك او هذه القناة الفضائية او تلك وما اكثر هذه الاصوات وما اكثر المصرحين بها ولكن المؤسف أن اصحاب هذه الاصوات لا يستحون من كذبهم ومن تدنيسهم تقودهم اليها انفسهم المريضة ومبتعدين عن كلام الحق والواقع ومتنصلين عن ابسط الشعور بالمسؤولية اتجاه الوطن والمواطن متصورين انفسهم ان لهم انصار وأذان صاغية يأخذون بكلامهم ويتأثرون به وهذه الاصوات لم تنحصر بفئة واحدة او جهة محدده فلكل قاعدة شواذ وان الهدف واحد هو زرع التشكيك والكراهية والتفكك في جسد المجتمع العراقي الواحد لغاية في نفس يعقوب الا ان هذه الغايات لم تعد مخفية على المواطن العراقي وأصبحت مكشوفة حد الضحك .
فعلى سبيل المثال لا الحصر تكررعلى اسماعنا مصطلح (التغير الدميغرافي ) ويبدوا هذا المصطلح للمواطن البسيط امرا مخيف ربما يتصوره افة او وباء سوف يفتك في هذه المنطقة او تلك فعندما اخترق بعض الزوار الايرانيين الحدود لأسباب تنظيمية لو إجراءيه ابدى بعض المتصيدين في الماء العكر تصريحات على وسائل الاعلام المعروفة بولاءاتها المشبوه ان دخول تلك المجموعات سوف تأثر على الوضع الديمغرافي في منطقة كربلاء او المناطق التي سوف تحرر من سيطرة داعش في الرمادي وحقيقة الامر لم تعد بتلك المصداقية او العلمية فمن دخل الى العراق من المجموعات الايرانية كان هدفها ان تؤدي مناسك الزيارة لأبي الاحرار الامام الحسين (ع) وقد عادت المجاميع من حيث اتت وأصبحت الادعاءات مجرد فرية والتصريحات لا معنى لها وإنها مجرد عاصفة في فنجان والمثال الاخر ضمن تداول نفس المصطلح هو ان دخول الحشد الشعبي من المحافظات الجنوبية والوسط الى ارض المعركة في الأنبار يسبب تغيرا ديمغرافيا حيث انه يؤثر على المناطق مثل الرمادي ويغير طبيعتها السكانية وكان الحشد الشعبي جاء لإبادة اخوتهم في تلك المدن وجلب بديل لهم من الشيعة العرب او الفرس متناسيا ان افراد الحشد جاءوا لتحرير ارض وطنهم وجاءوا لنجدة اخوتهم ملبين نداء الوطن والمرجعية الكريمة انهم اي اصحاب التصريحات المريضة يريدون ان يضربوا عصفورين في حجر واحد الاول عدم ايجاد قوة رادعة لطرد داعش لأنهم من اعوانه والثاني دق اسفين في الوحدة العراقية على اساس طائفي ان مناطق التي يسكنها السنة هم عراقيون تربطهم علاقة حميمة مع اخوانهم في المناطق الاخرى ولهم معهم علاقة نسب وقرابة وان بعض العشائر ملون نسيجها من حيث المذاهب وأنهم يمسون في خندق واحد مع كل العراقيين اذا تعرض الوطن الى تهديد معين .اما على الطرف الاخر فهنالك اصوات نشاز ايضا تنطلق بشكل خجول تتهم الاخوان في المناطق الغربية بأنها مناطق ارهاب ومناطق داعشية تستحق الهدم والنسف متغاضين ان سكان تلك المناطق عانوا القتل والتعذيب والتفجير على ايدي هؤلاء الأرهابيين والتكفيريين كما انهم يتغاضون لنداء المرجعية بان الاخوان السنة هم انفسنا وبذلك تعتبر توجهاتهم توجهات لا معنى لها وإنها متعارضة مع نداء المرجعية وروح الوطنية الحقه .ولا يفوتنا تلك الاصوات النشاز التي تصدر من بعض القوميين الشوفينين الاكراد الذين يدعون الى استقلال الاقليم الكردي والانفصال كليا عن ارض العراق وهم يعرفون ان هذا الاستقلال هو استقلال غير ناجز وغير واقعي لا يمكن ان يحقق الخير للإخوان الاكراد كما ان كثير من الاكراد يعيشون في مناطق خارج اقليم كردستان من المحافظات الاخرى خاصة بغداد ويملكون مشاريع تجارية وعقارات وأملاك مهمة اضافة الى وجود كثير من العرب مقيمين او ساكنين في المناطق الكردية …فنجد ان هذه الاصوات اصوات شاذة لا تصب في مصلحة الشعب الكردي ولا في مصلحة العراق وهي تحقق طموحات وفائدة اعداد من الافراد الذين يبنون مشاريعهم على المتاجرة بقيم ومصالح الشعوب ان العراق بطبيعته عراق متنوع بأطيافه المختلفة يمتاز بجذوره العميقة في التعايش السلمي مع البعض دون كراهية او بغضاء فلا عجب ان نجد حي او منطقة في مدينة عراقية ما يعيش فيها ناس من مختلف الاطياف المذهبية او القومية او الدينية ولا نجد غير المحبة والاحترام ومبدأ المساعدة سائد بينهم .ان من يحاول ان يزرع الفرقة في الشعب الواحد على اسس نشاز لا يجد غير الفشل ولا يجد غير العنة العراقية تسبقها لعنة الله سبحانه وتعالى .د
مقالات اخرى للكاتب